رئيس المجلس الكردي السوري: لا نقبل استبدال "البعث" العربي بآخر "كردي"
إبراهيم برو
أكد إبراهيم برو، رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا، (محسوب على المعارضة)، أنه لا يمكن تبرير أعمال حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"(الذراع السوري لمنظمة بي كاكا الإرهابية)، بحق الشعب تحت حجة أنه يحارب تنظيم "داعش"، قائلاً "لا نقبل استبدال البعث العربي(الحاكم في سوريا منذ 5 عقود) ببعث كردي".
وأشار برو لمراسل "الأناضول" في أربيل التي نفاه "ب ي د" إليها قبل أيام، أن "الشعب السوري انتفض في وجه النظام البعثي الدكتاتوري، ليس من أجل استبداله بدكتاتور آخر".
برو، الذي يشغل أيضاً منصب سكرتير حزب "يكيكتي" الكردي في سوريا (أحد أحزاب المجلس الوطني الكردي المنضوية ضمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية).
كما أوضح للأناضول، أنه لا يمكن تبرير أعمال (ب ي د)، واستمرارهم بارتكاب الأخطاء في حق الشعب تحت حجة محاربة داعش الإرهابي، لافتاً أن الدول الغربية وأوربا وأمريكا يغضّون الطرف عن أعماله، بسبب مشاركته في تلك الحرب.
وأضاف رئيس المجلس الكردي، سنحاول في أربيل(بالإقليم الكردي في العراق)، زيارة كافة القنصليات وممثليات الدول وكشف ممارسات (ب ي د) ووضعهم في الصورة الحقيقية للواقع بالوثائق المثبتة"، مستدركاً بالقول عندما يطفح الكيل ونقوم بالرد، سيندم الغرب على فعلته هذه، دون أن يوضح معنى تلميحه.
وتابع برو: "الشعب في سوريا انتفض في وجه النظام البعثي الدكتاتوري، ليس لاستبداله بدكتاتور آخر، ولا نقبل استبدال البعث العربي ببعث كردي".
واستطرد قائلًا "نحن جميعًا ضد داعش ونناضل من أجل إنهائه ونملك القوة ولدينا "بيشمركة روج آفا"(تسمية تعتمدها بعض الأطراف الكردية لمناطق في شمال سوريا)، ولن نقبل بهذا الظلم(ظلم ب ي د) وسوف نرد الظلم عنّا".
وأوضح رئيس المجلس الكردي، "بيشمركة روج آفا، تدربوا في الإقليم الكردي في العراق، ليعودوا إلى سوريا ويساهموا في بناء مستقبل البلاد الجديد وليحموا مناطقهم، لكن بعد أن أصبحت (ب ي د) قوة عسكرية متحالفة مع النظام السوري لم يقبل مشاركتنا في حماية مناطقنا".
يشار إلى أن ما تسمى "قوات بيشمركة روج آفا"، تتبع لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" السوري المنضوي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ومقرب أيضاً من رئيس الإقليم الكردي في العراق "مسعود بارزاني".
وتأسست البيشمركة التابعة للمجلس الوطني الكردي السوري عام 2012 في الإقليم الكردي بالعراق، وتتألف من 11 ألف مقاتل مقسمين على 11 فوج، وتشارك قوات البيشمركة التابعة لحكومة الإقليم في قتال تنظيم "داعش"، في حين تمنع منظمة "ب ي د" دخولها إلى سوريا، وذلك كله بحسب مصادر سياسية كردية.
وشدّد برو، أن "البيشمركة سيعودون إلى ديارهم وسيقومون بواجبهم في حماية مناطقهم وحماية كل سوريا وسيكونون جزءًا رئيسيًا من جنود سوريا المستقبل"، على حد تعبيره.
وقال: "الشعب الكردي في سوريا لن يكون مؤيدًا لـ(ب ي د) ولا للآبوجية(نسبة لعبد الله أوجلان زعيم منظمة بي كا كا الإرهابية الملقب بـ"آبو" ويقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة في تركيا).. ربما البعض من أكراد سوريا مغرّر بهم من قبل التنظيم بسبب امتلاكه السلاح والمال، لكن أغلب الأكراد السوريين لا يؤمنون بإيدلوجيته ولا يقبلون تفرّده في مصير الأكراد وهو محط اشمئزاز من قبل شعبنا".
وأكد برو، استمرار "ب ي د" في ممارساته القمعية، حيث كشف أنه بعد اعتقاله تم اعتقال الكثير من مؤيدي المجلس الوطني الكردي وأحزابه، مبينًا أن سبعة قياديين من أحزاب المجلس ومن ضمنهم نائب رئيس المجلس فصلة يوسف ما يزال معتقلا لديه.
ومساء الإثنين، قامت عناصر منظمة "ب ي د" في القامشلي شمال شرقي سوريا باعتراض جنازة أحد مقاتلي قوات "البيشمركة" التابعة للمجلس الوطني الكردي السوري، والذي قتل مؤخراً خلال معارك ضد "داعش" في العراق، وقاموا باعتقال 7 قياديين أكراد و15 شاباً في المدينة وريفها، الواقعة تحت سيطرتها.
ويأتي ذلك، بعد يومين من قيامهم باختطاف إبراهيم برو من مدينة القامشلي ونفيه إلى الإقليم الكردي في العراق.
وتظاهر مئات الأكراد السوريين في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة السورية(شمال شرق)، الثلاثاء، احتجاجًا على الاعتقالات التعسفية والسياسات القمعية لتنظيم "ب ي د" الإرهابي، رافعين لافتات تدين أنشطة التنظيم في شمال سوريا.