«العشق الممنوع».. تطلعات رومانسية تودى بحياة العراقياتالعشق
تبكى جنان ميرزا وهى تروى كيف التقطت مسدس أخيها وأطلقت النار على جسدها النحيل وتقول وهى ممددة فى سريرها المتواضع «حاولت قتل نفسى، لم أكن أرغب فى الزواج هم من أجبرونى على إتمام الخطبة».
فى مدينة سنجار الكردية الواقعة فى شمال غربى العراق، المنطقة المنعزلة التى تحكمها العادات والتقاليد، باتت محاولة الانتحار التى أقدمت عليه جنان، ذات الـ16 ربيعا، الأكثر انتشارا لتفادى الزواج بالإكراه، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن الفتيات أصبحن أكثر تطلعا لحياة تملؤها الرومانسية، وهن يقضين أوقاتا طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والقنوات الفضائية بعد الحرب، ليعرفن كيف يحيا العالم خارج إطار مجتمع تحكمه تقاليد قيضت السيدات لقرون، مشيرة إلى أنه على الرغم مما سبق يظل الفقر والجنون المبرر الأكثر شيوعا لتفسير حالات الانتحار.
ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن بعض السكان يلقون باللوم على مسلسل «العشق الممنوع» التركى الذى يروى قصة رومانسية تعيشها أسرة من الطبقة العليا، وتشاهده غالبية سيدات سنجار، ويقول أهل المدينة إنه يعرض مثالا غير واقعى بشأن كيف يمكن أن تبدو الحياة خارج المدينة.
وتقر جنان بأنها شاهدت المسلسل التركى وأنها أملت أن تعيش حياة كالتى عاشتها بطلته. وأضافت أنها ترغب فى أن تظل مع والدتها ولا تعود ثانية إلى بيت زوجها، بعدما قضت هناك أقل من 20 يوما.
ونقلت الصحيفة عن خيرى شنجلى مسئول فى أحد الأحزاب القول إن المجتمع كان منغلقا لفترة طويلة، مضيفا أن «الفتيات يشعرن أنهن لا يعشن حياة مقارنة بما يدور فى العالم الخارجى».
ولفتت الصحيفة إلى دراسة أجرتها منظمة الهجرة الدولية العام الماضى بشأن مشكلة الانتحار المتزايد فى سنجار، وخلصت إلى أن تهميش السيدات ساهم فى زيادة حالات الانتحار، فيما أوصت دراسات محلية بوضع حد للزواج بالإكراه.
يذكر أن هناك ما يزيد على 50 حالة انتحار جرى تسجيلها خلال العام الحالى فى المدينة ذات الـ350 ألف نسمة، مقارنة بـ 80 حالة فى العام الماضى، وكانت أغلبية المقدمات على الانتحار يلجأن إما إلى إشعال النار فى أنفسهن أو إطلاق الرصاص.