العاملون فى تركيب الطلمبات: «روحنا بتطلع»
العاملون فى تركيب طلمبات المياه بالبراجيل
المهمة لم تكن سهلة، ثلاثة أيام متواصلة يعملون فى تركيب طلمبة لإيصال المياه إلى الأراضى الزراعية بمنطقة البراجيل، صعوبة المهمة تكمن فى خطورتها على أرواحهم، وهو ما عانى منه «حسن بطيخ» بعد وقوعه من أعلى السلم أثناء القيام بمهمته، فجلس بعدها 5 أشهر للعلاج بعد تشقق بطنه بسبب الحادث، ليعود للعمل مرة أخرى بعلامات تركت آثارها فى نفسه قبل أن تتركها فى جسده: «والله بطنى مشقوقة نصين، أصل لما طلعت أحل البكرة دى وقعت ودلوقتى رجعت للشغل تانى»، يتحدث «بطيخ» والعرق يتصبب من جبهته، فيرد عليه «مصطفى شعبان» الأكبر منه سناً: «أنا بقى السخونية تاعبانى، الحديد سخن عليا، وحاسس إن الواحد هيموت بسبب الشغلانة دى».
تركيب الطلمبات، عمل شاق لا يقدر عليه أحد بسهولة، يحتاج إلى ماكينات اعتادوا التعامل معها بحكم تعلمهم عليها منذ الصغر، داروا فى محافظات ومناطق عدة من أجل توصيل المياه، بدأوا من بلدتهم «باسوس» إلى أسوان، أسيوط، العياط وبنها وأخيراً البراجيل: «بالماكينات دى بنركب الطلمبة اللى بتسقى الأراضى، وركبنا طلمبات ياما فى مصر كلها»، بفخر يتحدث «كريم مراد»، أصغرهم سناً، مؤكداً أنهم يعملون أيضاً فى الزراعة، لكنهم لا يملكون أرضاً بل يعملون بالأجرة من أجل الرزق. هنا يتدخل «مصطفى»، معدداً المشاكل التى يعانى منها الفلاح: «فلاحين كتير بيسيبوا أراضيهم، المبيدات غالية، والفلاح طلعان عينه عشان ياكل حتى العلف بتاع المواشى غالى، تعبنا».
بعد قليل من الراحة يواصلون العمل مرة أخرى، ويواصلون أيضاً الحكى عن معاناتهم فى المهنة، فالماكينات ليست ملكهم، ولا الأراضى: «بنشتغل بيومية 45 جنيه من الصبح لحد بالليل، وبنتعرض لخطورة كبيرة أثناء الحفر لدق الماسورة وتركيب البرّيمة»، مؤكدين أن عملهم ليس مستمراً واليومية التى يحصلون عليها لا تتناسب مع الجهد الذى يبذلونه.