المواطنون غاضبون من الزيادات الجديدة: «هنجيب منين؟»
الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة
كشفت جولة لـ«الوطن» عن حالة من عدم الرضا لدى المواطنين فى الشارع المصرى فيما يخص الأسعار الجديدة لشرائح استهلاك الكهرباء، التى أعلنها الدكتور محمود شاكر وزير الكهرباء والطاقة، بحيث تشهد فواتير الكهرباء زيادة فى الأسعار بداية من الشهر الحالى وفقاً للمرحة الثالثة من خطة رفع الدعم عن الطاقة، الأمر الذى أثار غضب عدد كبير من المواطنين خاصة محدودى الدخل منهم.
«عبدالغفار»: ما عنديش حاجة عشان أرشدها.. أكسر اللمبتين اللى حيلتى يعنى!.. و«محمد»: اللى بيحصل ما يرضيش ربنا
«عبدالغفار جابر» رجل خمسينى، لم تكن فاتورته فيما مضى تتخطى حاجز الـ20 جنيهاً، بينما وصلت فى الآونة الأخيرة، وقبل الإعلان عن زيادة أسعار الكهرباء إلى أكثر من 70 جنيهاً، ليقف الرجل العجوز أمام «فرشته لبيع الفاكهة»، ويقول: «إحنا ما فيش حاجة فى إيدينا نعملها، آدى الله وآدى حكمته وما فيش حد هيقدر يتكلم كالعادة».
وأضاف: «أنا استهلاكى فى البيت عادى جداً، وما فيش عندى أجهزة من اللى بتستهلك كهربا كتير زى التكييف والسخان والحاجات دى، وحتى بستخدم لمبات موفرة ومش عارف بصراحة أعمل إيه تانى»، وتابع: «هما بيقولوا اللى عايز يوفر يرشد استهلاك، طب أنا أصلاً ما عنديش حاجة زيادة عشان أرشدها، وكده ما فيش قدامى غير إنى أكسر اللمبتين اللى عندى بقى عشان أرتاح وأريحهم».
ويقول عبدالرحمن فرحات، الشاب العشرينى: «إحنا فى العادى استهلاكنا فى البيت واحد لا يتغير، ورغم ذلك بلاقى الفاتورة مش ثابتة، يعنى مثلاً شهر تلاقيها 60 جنيه، وده أقل رقم بيجيلنا، والشهر اللى بعده ممكن تلاقيها الضعف ما تفهمش ليه، وطبعاً الكلام ده كله هيزيد مع زيادة الفواتير حتى لو استهلاكنا زى ما هو»، وتابع: «خبر زيادة أسعار فواتير الكهرباء زادنى بؤساً وأفقدنى الأمل فى إن حال البلد دى يتصلح طول ما الغلبان ما لهوش مكان فيها ودايماً هو اللى بيتداس عليه بالشكل ده».
«سعيد»: إحنا «معاشات» يا ريت الحكومة تاخد المرتب وتصرف علينا.. و«عبدالرحمن»: استهلاكنا واحد.. والفاتورة مش ثابتة
وأكمل «فرحات»: «سأحاول أن أقلل الأجهزة الكهربائية التى فى المنزل، حتى لو كانت أساسية، وسأحاول ترشيد استهلاكى، فلن أستخدم سخان كهربائى، وطبعاً هحاول قدر الإمكان أبقى حريص إن ما فيش لمبة أو مروحة تكون شغالة على الفاضى ولو إنى أصلاً فى العادى كنت بعمل ده»، فى حين يقول «محمد إبراهيم»، بائع «تين شوكى» متجول فى بدايات عقده السابع: «اللى بيحصل لا يرضى ربنا ولا يرضى أحد، والناس ما بقتش عارفة تجيب منين ولا تعمل إيه، أنا عن نفسى لا موظف ولا عندى حاجة بتدخلى فلوس وشغال رزق يوم بيومه، وممكن أشتغل يوم وأقعد يومين تلاتة»، ويضيف «إبراهيم»: «أكبر فاتورة كانت بـ25 جنيه مثلاً لكن بقالى فترة كبيرة الفاتورة بقت توصل لأكتر من 100 جنيه، بالرغم إنى قاعد فى شقة أوضة وصالة وكل اللى عندى لمبتين».
ولم يختلف معه «سعيد أحمد» فى الرأى، فيقول: «إحنا كده كده معاشاتنا ودخلنا قليل مش مستحمل أى زيادات فى أى حاجة، فلما يكون دخلى قليل وفاتورة الكهربا تجيلى زيادة عن الدخل بتاعى هبقى أجيب أكل لعيالى منين أنا ساعتها؟»، مستدركاً فى حديثه قائلاً: «يعنى أنا يوميتى 50 جنيه فى اليوم، ولا بناكل لحمة ولا بناكل فراخ، وعايشين على الفول والطعمية بالعافية كمان»، وتابع «سعيد»: «أنا كل اللى عندى فى البيت تلاجة وغسالة وتليفزيون وعلى الرغم من كده الفاتورة كانت بتجيلى 150 جنيه وأكتر ما بالك بقى لما الأسعار تزيد، الفاتورة هتكون عاملة إزاى»، وأضاف: «لو الحكومة شايفة إن ده مش كتير على المواطن الفقير أنا مستعد أديهم مرتبى ويصرفوا هم على بيتى بقى، وبعدين أنا نفسى بقى الدولة تاخد من الناس التقيلة واللى معاهم فلوس بجد لو هما محتاجين، إنما هما ما بيجوش غير على الفقير».
فى حين كان لـ«على إبراهيم» الرجل الأربعينى رأى آخر حيث قال: «أنا عندى تكييف فى البيت وأجهزة كهربائية كتير، ومتوسط الفاتورة كانت بـ150 جنيه تقريباً، بس أنا أعرف إن الدولة الفترة اللى فاتت صرفت على مشروعات الكهرباء مبالغ ضخمة جداً وبالتالى أنا ما عنديش مشكلة فى إن الدولة ترفع الأسعار بس لازم زيادة الأسعار تراعى إمكانيات محدودى الدخل وما تجيش عليهم».
وتابع «على»: «إحنا لازم نتعلم ثقافة ترشيد الاستهلاك للكهرباء خاصة إن احنا عندنا حالة من الإهمال وعدم الوعى فى الموضوع ده كبيرة جداً، وما أظنش إن فيه أى دولة فى العالم بتدى المواطن سلعة دون مقابل».