«الوحل» طريقهم.. و«الحمير والكارو» وسيلة انتقالهم
عزب متعددة بمحافظة كفر الشيخ، يحاول سكانها بشتى الطرق التغلب على مصاعب الحياة، تراهم وكأنهم يعيشون فى القرون الوسطى، فلا طرق مرصوفة، ولا وسائل مواصلات تحفظ كرامتهم، تزايد شعور الأهالى بأزمتهم عندما طلبوا من المحافظة رصف طريق قريتهم فرد المسئولون: «إن شاء الله بعد 40 سنة». فى أقصى شمال كفر الشيخ، على حدود مركز مطوبس، تجد «عزام، ومحمود، وعلى جاويش، ومطاوع، وأبوسعدة، ونظارة مهيب»، تلك العزب التابعة إدارياً للوحدة المحلية لقرية برية لاصيفر، بمركز سيدى سالم، ويقطنها ما يقرب من 10 آلاف مواطن ينعزلون شتاءً بفعل قانون الطبيعة عن العالم، الذى يحيل طريقهم الترابى إلى «طين».[Image_2]
يعيشون فى «الوحل»، وتظل «الحمير» وسيارات الكارو، وسائل مواصلاتهم الرسمية أينما ذهبوا أو حلوا، يُضطر بعض التلاميذ والمدرسين هناك للذهاب إلى مدارسهم حفاة، فى الشتاء. قال سعد الشربينى، أحد أهالى القرية، لـ«الوطن»: لا نطلب المستحيل، فقط نريد رصف طريق القرية «مهيب، عزام، البحيرى» بطول 4 كيلومترات، مضيفاً: «الطريق أُدرج أكثر من مرّة فى خطة رصف المحافظة، عن طريق الصندوق الاجتماعى وهيئة الطرق، وسبق أن تقدم الأهالى بطلبات لـ10 محافظين متتالين، على كفر الشيخ، وأشّر كل منهم على رصف الطريق دون جدوى».
يتساءل «الشربينى»: هل يُعقل أن يذهب طلاب القرية لأداء امتحانات «التيرم» الأول فى المدرسة المجاورة سيراً على أقدامهم التى غاصت فى الوحل؟ فيما قال جمعة عبدالله البحيرى، أحد سكان القرية: أعمل مدرساً فى مدرسة «مهيب» التى تبعد عن مسكنى 3 كيلومترات، إلا أننى أشعر بالخجل أمام التلاميذ، وأنا ذاهب لعملى، حافى القدمين، فى فصل الشتاء.[Quote_2]
وقال عبدالناصر عمارة، مستشار بمجلس الدولة: «كنت أخرج صباحاً إلى عملى بواسطة عربة كارو، لتوصيلى إلى الطريق العمومى فى الشتاء، فاضطررت لاستئجار شقة بمدينة مطوبس، يسهل منها السفر إلى الإسكندرية، حيث أعمل». أما محمد الشرقاوى، موظف بمحكمة مطوبس، فيضيف: تم إنشاء وحدة صحية تبرع بأرضها أحد الأهالى لوزارة الصحة، ورغم ذلك عجزت الوزارة عن توفير الرعاية الصحية فيها فى ظل طرقها غير المرصوفة، ومع غياب الرعاية الصحية يحصد الموت كل يوم خيرة شباب وأطفال القرية، بسبب الأمراض المتوطنة فيها. وفى آخر محاولات أهالى القرية، مع ديوان عام محافظة كفر الشيخ للاهتمام بها، أفاد مدير عام التخطيط والمتابعة، أن طريقها سيُرصف خلال 40 سنة، إن شاء الله، وذلك وفقاً للخطة العاجلة لمجلس مدينة سيدى سالم، بواقع مائة متر كل سنة.[Quote_1]
وأكدت مرفت الشركسى، ربة منزل، أن أبناء القرية يذهبون للمدارس «حفاة» لسوء حالة الطريق، ما يؤدى إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض، أما مصطفى فؤاد، وكيل نيابة، فيقول: أضطر للبقاء فى عملى بنيابة بلطيم معظم فصل الشتاء لصعوبة الطريق وخصوصاً عند العودة.
أخبار متعلقة:
إهمال بالألوان
شارع بورسعيد.. «شاهد على كدبة الـ100 يوم»
مدير إدارة المرور: لدينا 24 «فرقة مسلحة» لمواجهة السطو بجميع المحافظات
الطفلة «ملك» الموت بـ«جرعة تطعيم»
«العلاقات النافذة» انقذت «زينب» من العذاب
«الهلال» رفض استقبال «هند» لأن «حالتها ليست حرجة»
بالوساطة.. يمكنك الحصول على 3 أسرّة فى «التأمين الصحى»
64 ألف قرار إزالة لـ«أبراج الموت» بالقليوبية وحدها.. وحدوه