المشرف على «المبادرة»: الذكور يتعلمون النجارة والسباكة.. والإناث صناعة «أسورة» و«عقد»
المهندس أشرف خليل
قال المهندس أشرف خليل، رئيس قطاع الموارد البشرية بالهيئة العربية للتصنيع والمشرف على مبادرة «علم ابنك حرفة» إن التدريب يتم بناءً على دراسات متخصصة رأت أن سن من 12 إلى 15 عاماً هو أفضل عمر لتعليم الأطفال المهارات المختلفة، لافتاً إلى أن الأطفال سيتعلمون أساسيات مهن النجارة، والسباكة، والكهرباء، والدهان بالنسبة للذكور، وسيتعلمون أعمال المشغولات المعدنية من «الأسورة» أو «العقد» أو المشغولات القطنية والصوفية بالنسبة للإناث.
أضاف «خليل»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن المهن التى يتعلمها الأطفال يرونها كل يوم فى المنزل، وأن كل أسرة تحتاجها، لافتاً إلى أن التدريب يكون بشق عملى، إضافة لشق تربوى، وثقيفى.
«خليل» لـ«الوطن»: نختار تدريباً مناسباً لقدرات الأطفال
■ تنظم «العربية للتصنيع» المبادرة للعام الثانى على التوالى.. فهل ستستمر؟
- المبادرة مستمرة خلال الأعوام المقبلة.
■ وكم عدد الأطفال الذين تستقبلونهم؟
- وصلنا حتى 100 طفل فى التدريب الواحد، الذى يجرى لمــدة أسبوعين على 4 أيام بالتدريب.
■ ولماذا اخترتم تدريب الشباب على مهن مثل النجارة، والدهان.. ومثل تلك المهن؟!
- اخترنا المهن التى من الممكن أن تكون أقرب للشباب فى مثل سنهم الصغيرة هذه؛ فالتدريب يكون على مهن «بيشوفوها كل يوم فى البيت.. وبتحتاج لها أسرهم بشققهم، وبالتالى اخترناها لهم».
■ وكيف يجرى تدريب الأطفال؟
- التدريب له شقان، الأول فنى، والآخر تثقيفى تربوى؛ فالشق الفنى هو تدريب عملى بحت، بحيث يأخذ الطالب كتيبات بها شرح لتجربة عملية لكل خطوة يتم تنفيذها بإشراف أحد فنيى الهيئة، وبالتالى: «عينه بتبص على المهنة.. وإيده بتلمسها».
■ ماذا عن الشق التربوى؟
- فى هذا الشق سيتم عرض فيلم تثقيفى أو وطنى بشكل يومى للأطفال؛ فمثلاً فيلم عن انتصار قواتنا المسلحة الباسلة فى حرب السادس من أكتوبر المجيدة، أو الإنجاز الذى حققته مصر بحفر قناة السويس الجديدة، أو فيلم عن العلماء المصريين؛ فكل هذا يغرس قيم الولاء، والانتماء للوطن داخل نفوس الأطفال، فضلاً عن تعليمهم الالتزام، وحب العمل، والقدرة على العمل الجماعى، والخروج بأفضل إنتاجية منه.
■ وهل استطاع طلاب العام الماضى من الأطفال أن يخرجوا بنتيجة من التدريب؟!
- بالتأكيد؛ فمثلاً هناك طفل نجح فى تركيب «لمبة»، وعمل مفتاح لها، ووصلها، وشغلها وحده، وهناك ولد عمل على تغيير «سيفون» حوض بمفرده، وآخر «غير جلدة الحنفية»؛ فما ندربهم عليه هو ما يستطيع أن يستوعبه، وعمله فى مثل سنه.
نعلم الأطفال ثقافة ألا يخافوا أمام أى موقف ولكن «يفكروا ويتصرفوا صح»
■ ماذا عن تدريب الفتيات؟
- لم يكن خلال العام الماضى شق متعلق بتدريب الفتيات؛ فهو يدخل للمرة الأول، وسندربهن على المشغولات اليدوية القطنية أو الصوفية، التى سيستطعن عمل أشكال جميلة بها، ويستخدمنها فى حياتهن، وكذلك إنتاج مشغولات معدنية مثل «الأسورة» أو «العقد» أو «الحلق» أو «التاج»، وهى جميعها منتجات تشتريها الأسر للأطفال بأسعار غالية، ولكنهن سيستطعن عملها «من الألف إلى الياء»، ومن ثم تستطيع الفتاة عملها فى أوقات فراغها.
■ وهل هناك أشياء أخرى تعلمونها للأطفال؟
- نعم؛ نعلمهم الإسعافات الأولية، وغرس ثقافة أنه لا يخاف من أى موقف يواجهه، ولكن «يفكر، ويتصرف صح».
■ ولماذا اخترتم سن من 12 إلى 15 تحديداً؟
- جاء ذلك بناءً على دراسة لنا؛ فهى سن مناسبة للتعلم؛ فالأصغر من ذلك لن يستوعب، والأكبر سيكون اكتسب ثقافة أن أى فرد سيعمل على إصلاح منزله، وسيكون رافضاً للتدريب، لكن الطفل فى مثل هذا العمر يكون «بيحب يتعلم».
■ قلتم إن هناك شقاً وطنياً فى المبادرة؛ فما هو؟!
- نعم؛ فنحن نقوم بزيارات ميدانية للأطفال فى المصانع «عشان يشوفوا أهلهم بيعملوا إيه».
■ ماذا تعنى؟!
- أقصد أنه سيرى أن المصرى قادر على فعل المستحيل، وتصنيع الكثير من احتياجاتنا؛ فـ«العربية الجيب» نصنعها، ولا نشتريها جاهزة، وكذلك قطارات المترو، والتليفزيون، وغيرها من المنتجات، وهو ما يجب أن يشعر به الطفل بأنه «اتعمل فى بلده».
■ قلتم إن الذكور سيتعلمون النجارة والسباكة وأعمال الكهرباء.. والإناث سيتعلمن المشغولات اليدوية.. فهل جميع الأطفال سيتعلمون جميع المهن؟
- لا، ولكن سيتم تقسيمهم إلى مجموعات، وكل مجموعة تتعلم حرفة أو مهنة معينة.
■ وكيف يتم ذلك؟
- نتعامل مع كل حالة وفقاً لإمكانياتها، وقدراتها الجسدية.