«المقطم» و«الاتحادية» فى حماية «الطوب الأحمر»
«علّى فى سور السجن وعلّى.. بكره الثورة تشيل ماتخلى».. هتاف ثورى معتمد فى التظاهرات والمسيرات ضد النظام الحاكم، كلماته سمّعت فى أذن رجال جماعة الإخوان فالتقطها صانع قرار الجماعة «كانت غايبة عنى فين الفكرة دى!»، من أحد الاجتماعات الدورية الملتهبة على وهج فوران الشارع المصرى.. خرج قرار الإخوان بتعلية أسوار مقر الجماعة بالمقطم ليزداد تحصيناً ضد مهاجمتها، فى الوقت الذى شرعت قوات حراسة قصر الاتحادية فى تعلية أسواره وأبوابه فى وجه هجمات المتظاهرين الطامعين فى اقتحامه.
اقتحام مقر الجماعة وإحراقه مساء 6 ديسمبر الماضى، دفع مكتب الإرشاد للإسراع فى زيادة ارتفاع السور المحيط به، كوسيلة احترازية لمنع إحراقه ثانية، «ألواح خشبية.. طوب.. وخرسانة» مواد مستخدمة لحماية حصن الإخوان الذى يجتمعون داخله ويمارسون أعمالهم وسط جدرانه وأمام مكاتبه، «الافتكاسة» ذاتها انتقلت إلى قصر الاتحادية.. حيث يتربع الرئيس محمد مرسى على عرش مصر ويدير دفتها، فقوات الحرس الجمهورى لم تجد سبيلاً لمقاومة محاولات مهاجمة ودخول القصر من قبل المتظاهرين سوى «تعلية الأبواب والسور».
الرئيس مرسى داخل حصنه محاط بالمعارضين والرافضين وجوده بالقصر الجمهورى، شأنه فى مصر الجديدة شأن إخوانه فى المقطم، فكان الحل مقتبساً من قلعة المقطم الإخوانية، «ألواح معدنية وزيادة مستوى الجدار المبنى بالطوب» المشهد الجديد على مداخل الاتحادية لمقاومة زجاجات المولوتوف والحجارة المنادية بالرحيل، «صبر على المتظاهرين» هكذا يصف المهندس أسامة سليمان -النائب الإخوانى السابق- تعلية السور لتأمين الجماعة.
«من حق أى جهة أو فرد حتى أن يحمى مكانه بالطريقة التى يراها» يبرر القيادى الإخوانى جهود رفع مستوى سور مقر الجماعة قائلاً «لمنع الدخول وإلقاء أى حاجة واللى يتسلق العلو ده كله يبقى معروف ورجال الشرطة تقدر تجيبه»، واصفاً التعامل مع التهجم على منشآت الدولة الحيوية بأنه يحمل تسامحاً غير محمود، «سليمان» يسخر متهكماً من حالة العنف وظاهرة إشعال النار فى الأماكن «سعر الحديد والحدادين زاد لأن الناس كلها بتقفل بيوتها ومشروعاتها»، منتقداً الداخلية فى التعامل مع المتظاهرين أمام الاتحادية «ماينفعش العساكر تضرب طوب زى المتظاهرين، بدلاً من القبض عليهم تعمل زيهم؟».