المصري معروف بقوته وجبروته وخفة دمه وده مش جديد عليه بل تكاد تكون تلك السمات متأصلة بجذوره ومرتبطة بهذا الشعب العنيد الذي حيّر العالم في صفاته النفسية وعقليته الفكرية التي لا مثيل لها، لكن دعونا نكتشف شيئًا مهمًا وهو أن المصري بيخترع لغة عربية جديدة بل والأدهى إنه بيخترع سياقات وتشبيهات جديدة لوصف الأمور والأحداث.
"نص لبة"
طبعًا مستخدمة لوصف حاجة مش تمام أو حاجة أي كلام "بس إيه علاقة اللب بعدم التمام؟!" أكيد اللي طلع هذا المصطلح كان فاتح مقلة ونص اللب اتحرق مثلا.. سيناريو محتمل زي ما بيقول بتوع السياسة.. بس أحب أقول لصاحب هذا المصطلح إن الساحة المصرية بقت دلوقتي مليانة لب وسوداني بكل الألوان و اتحرق اللب ده مليون مرة.
"خيار وفاقوس"
لحد دلوقتي أنا نفسي أشوف صورة توحد ربنا لنبات أو زهرة أو خضار أو ثمرة أو أيا كان إيه الفاقوس ده؟ الخيار عارفينه، بس الفاقوس لم أجد له حتى الآن أصل أو فصل وإن كان المصطلح يُستخدم للتعبير عن الوساطة أو المحسوبية أو الاختيار العشوائي غير الصحيح وطبعًا ما أقولكش أصلاً الفاقوس ده الراعي الرسمي للحياة المصرية لاختيار أغلب الكوادر المصرية بأغلب المؤسسات وكله خيار وفاقوس دون اختيار علمي ومدروس!.
"قاعد على النت"
طيب أنت مستريح علي الفيس ولا ضيق عليك ولا أجيبلك أنتريه "تويتر".. فعلًا تشبيه غريب ومصطلح أغرب يعبر عن الولوج على شبكة الإنترنت.. عمومًا طالما القعاد مش بيضر ولا بيأذي حد أقعد يا بني بس إياك نشر ما قد يشوّه سمعة الآخرين أو يضر بهم أو يؤذيهم دون أن تكون لديك من الأدلة والبراهين ما يثبت ذلك.
وبلاش والنبي وأنت قاعد تشير الحاجات اللي آخرها "إن لم تفعل ذلك فاعلم أن الشيطان قد منعك وحياتك الشيطان أصلًا تعب مننا و قعد هو على كرسيه وبيتفرج عليك وبيتعلم منك وبياخد خبرة". وبرضو إما تلاقي لي مقال أو خاطرة باسمي كده شيرها ولك الأجر. شيرها وسوف تحدث لك 10 مفاجآت سعيدة وإن لم تفعل فلربما يطلع لك عفريتي 10 مرات وتصاب بصدمة!.
"قول لانكل ميرسي"
قول لـ Uncle Merci، إحنا الشعب الوحيد في العالم اللي بمقدوره دمج 3 لغات في جملة واحدة عربي فرنساوي إنجليزي عتبة عتبة! ده كناية عن إيه الإنجليز احتلونا ما يزيد عن 73 عام والفرنجة احتلونا 3 سنين بس في الآخر تلاقي غالبية الشعب المصري ضعيف في الإنجلش والفرنساوي بل والعربي نفسه طيب أقول إيه غير حسبي الله.. إحنا بنبهت ومش بيتبهت علينا؟؟!
"الشعب المصري أبو وأم التعريب لكل أجنبي"
قريت مرة إن كلمة (أليط) بمعني مغرور أو متعالي لدى العامة هي أصلها Elite الكلمة الإنجليزية التي تعني الراقي و كلمة (ألسطة) المستخدمة في التعبير عن أن كل شيء على خير ما يرام أصلها الإنجليزيAll Set ، تخيّل يا أخي بولاق الدكرور كانت أصلا كلمة فرنسية وهي "boulaq du caire" ومعناها الأرض الجميلة!. تخيّل التعريب المصري عمل في الكلمات الرقيقة النضيفة دي إيه؟! يا تري (مستكنيص) والمستخدمة للتعبير عن الراحة والارتياح أصلها إيه إن شاء الله؟ لا يكون أصلها فرنساوي "مستكنيو" مثلا أو إيطالي "مستكنيوتو" والمصري قلبها ما هو قادر ويعملها!.
"السح دح إمبو كخ"
مش أغنية "عدوية" بس دي كلمات متداولة للتعامل مع الأطفال، الحقيقة برضو قريت إنها كلمات فرعونية كان أجدادنا الفراعنة استخدموها للتعامل والتفاهم مع أطفالهم وسألت نفسي يعني إحنا سيبنا كل إنجازات الفراعنة في كل المجالات وحبكت (السح والدح) والواوا "سوري الواوا بتاعت هيفا بس مش عارفة"، "واوا" أصلها فرعوني ولا إيه نظامها هي كمان؟.. وبعدين سح ودح تليق مع الفراعنة إما تلاقي أصلا أساميهم "رع، حتب، عور، عحا حور، تحتمس، حتحور؟!". منتظر إيه منهم غير "سح ودح" واضح إن الفراعنة كان عندهم مشكلة في حرف الحاء؟!
وإلى هنا ينتهي هذا المقال أو بمعنى أدق الجزء الأول من هذا المقال وألقاكم في الجزء الثاني ولربما يتساءل البعض عن سبب كتابتي لهذا الموضوع تحديدًا فالسبب الرئيسي وراء ذلك يكمن في وجوب الاهتمام بلغتنا لأنها جزء أصيل من تفردنا فلمَ نرضي لأنفسنا بأن نكون في فئة أشباه ومقلدي الغرب؟؟!، إن اللغة أساس التواصل البشري والإنساني وهي مقياس صادق أمين يقيس مدي تمسك أفراد المجتمع بهويتهم الثقافية فمتي ضعفت هذه اللغة ضعف المجتمع وضعف التواصل بين أفراده.
ولعل النماذج السابقة تدلل علي ضعف واهتراء وركاكة لغتنا وعدم اكتراثنا لها في سبيل مواكبة (عصر الفرانكو ولغة التيك آواي) وبينما قدَس الآخرون لغاتهم وأعلوا من شأنها، وجدت نفسي وإياكم نحط من قدر لغتنا "بشقيها العامي والفصحى" ونضيع بين لغات وهويات أخري لا تمت لنا من قريب أو بعيد .
ما رضتش بصراحة أكتب الخاتمة دي كبداية علشان ما تفتكروش إنه موضوع تعبير تقيل لتالتة إعدادي وعلشان ما تقفلوش من المقال.. ختامًا شير في الخير وإن لم تفعل فاعلم أن "عور عحا حور" قد لعب في دماغك وجعلك تكرهني وتمتنع عن هذا الشير.. شير و"رع " هيحبك كتير.