نقل مبارك لمستشفى المعادي العسكري خلال ساعات بعد استمرار تدهور حالته
علمت "الوطن" من مصادر ذات صلة، أن الرئيس السابق "ربما يتم نقله خلال ساعات إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي باستخدام طائرة عسكرية مجهزة طبيا في حالة تدهور حالته الصحية أكثر من ذلك"، وأكدت المصادر أن مؤشر الحالة الصحية لمبارك في انخفاض دائم خلال اليومين الماضيين وحتى الآن، فيما قررت إدارة مصلحة السجون الإبقاء على اللجنة الطبية التي تتابع حالته الصحية وتكليفها بمتابعة حالته على مدار الساعة وإيداع تقاريرها بذلك.
وحصلت "الوطن" على تفاصيل آخر تقرير أودعته اللجنة الطبية المُشَكَّلة من 5 أطباء بقطاع الخدمات الطبية من مستشفى سجن طرة ومستشفى الشرطة، والتي يترأسها الدكتور سامي مناع رئيس مصلحة السجون، والمكلفة بمتابعة حالة الرئيس السابق، والمحبوس داخل مستشفى سجن طرة، بعد الحكم عليه ووزير داخليته بالمؤبد في قضية قتل المتظاهرين، وذلك بعد أن زارت اللجنة غرفة العناية المركزة ليومين متتاليين ورفعت التقارير إلى اللواء محمد نجيب، مدير قطاع مصلحة السجون، لبحث التصرف المطلوب في حالة وقوع أي أمر طارئ.
وقال التقرير الذي نقل تفاصيله مصدر طبي بقطاع مصلحة السجون، إن مبارك يعاني لليوم الثالث على التوالي "نوبات ضيق في التنفس متكررة وتذبذبات بينية تطورت إلى اضطراب في ضربات القلب، إضافة إلى معاناته ارتجاجا أذينيا واكتئابا متدرجا"، وأضاف التقرير أن الأجهزة المستخدمة في غرفة العناية المركزة بمستشفى سجن طرة لا تزال حتى الآن مناسبة لعلاج ورعاية حالة الرئيس السابق.
وقال المصدر إن المحاليل الطبية والأدوية والمسكنات يتم إعطاؤها لمبارك، إضافة إلى كمية قليلة جدا من المأكولات والمشروبات عبارة عن زبادي وشوربة وعصائر معينة، وإن حالة الاكتئاب التي يعانيها مبارك بدأت في التزايد بشكل ملحوظ وانعكست عليه مظاهر الضعف العام والارتعاد المستمر وغالبا ما يتم توصيله بجهاز التنفس الصناعي، فيما أشار المصدر إلى أن مبارك هو من اختار نجله "جمال" لمرافقته عندما سألته إدارة السجن عن الشخص الذي يريده أن يكون إلى جانبه.
وعلمت "الوطن" أن اللجنة المشكلة من أطباء وزارة الداخلية شملت 5 أطباء في تخصصات الباطنة والقلب والجهاز الهضمي والأورام والتغذية وطبيب نفسي، وأن كلا منهم يقوم بفحص حالة الرئيس من منظور تخصصه ويعد تقريرا ثم يتم تجميعها في تقرير مفصل شامل يقدم إلى إدارة مصلحة السجون، وذلك تمهيدا لعرضه على وزير الداخلية والنائب العام.
وفي سياق موازٍ، وقع مبارك وحبيب العادلي إقرارا بتقديم الطعن بالنقض على حكم المؤبد الصادر في حقهما من محكمة الجنايات، وتم تسليمه لمأموري سجن المزرعة الذي يرقد فيه مبارك وليمان طرة المحبوس فيه حبيب العادلي.
وقال مصدر قضائي رفيع المستوى بالمكتب الفني للنائب العام، إنه في الحالات الحرجة التي تطرأ على أي سجين يتم تقديم طلب بما يسمى بـ"الإفراج الصحي"، ويكون في حالة ما إذا كان المتهم المحبوس والمحكوم عليه لديه حالة مرضية أو أن الحبس يهدد حياته واستمراره يؤدي إلى الوفاة، فيتم بحث الطلب من الناحية القانونية بعد الإطلاع على التقارير الطبية التي تقدمها الجهات المعنية، والموافقة عليه.
وأشار المصدر إلى أن نقل المتهمين الذين لا تتمكن مستشفى سجن طرة من علاجهم ورعايتهم طبيا، يتم دائما نقلهم إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، بعد عدة إجراءات قانونية.
وأكد أن المكتب الفني للنائب العام لم يتسلم حتى عصر أمس أي تقارير طبية من إدارة السجن حول حالة مبارك الصحية وتدهورها، وأنه علم ذلك بشكل شخصي، وأنه حتى الآن لم يتسلم النائب العام أية طلبات جديدة بشأن مبارك والتي كان آخرها طلب استدعاء أطبائه من المركز الطبي العالمي لمتابعة حالته الصحية والمرضية، وهو ما قوبل بالرفض.