رصيف «نمرة 9»
رانيا
رصيف شارع 9 بالمعادى هو بيتها، تفترش جزءاً منه لتقيم فيه هى وأولاد شقيقها اليتامى، مات والدهم وهم فى سن مبكرة، فلم يجدوا غير عمتهم ليعيشوا فى كنفها، لا تملك «رانيا»، شيئاً لتعطيه لأولاد شقيقها الراحل، فمنذ مجيئها من الفيوم إلى القاهرة بعد وفاة زوجها وهى تقيم وتعمل فى الشارع.
وجه شاحب وملامح تخفيها التجاعيد وأسنان تساقطت بفعل الزمن، هكذا تبدو المرأة الستينية فى أسوأ حالاتها، لا تسمع جيداً ولا ترى إلا عبر عدسات نظارة طبية تخفى نصف وجهها: «اضطريت أسرّح اولاد أخويا بمناديل علشان مانموتش من الجوع».
فى الصيف، تكويها أشعة الشمس الحارقة، وفى الشتاء يغلبها البرد وقسوته على عظامها الضعيفة، وفى الحالتين لا تملك سوى الدعاء لأبناء شقيقها: «عندى أمل كبير، أنهم لما يخلصوا تعليمهم ينقذوا نفسهم من حياة الشارع».
أمام الأمراض التى تفتك بجسدها الواهن، تعجز عن توفير علاجها الذى يكلفها شهرياً 48 جنيهاً: «الأسعار غليت وأنا على قد حالى».