"البغدادي": مجلة "الخيال" مهددة بالتوقف بعد نقل تبعيتها إلى "الفنون التشكيلية"
د.سيد خطاب
أكد الناقد الفنى الدكتور خالد البغدادي، مستشار مجلة "الخيال" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن المجلة تواجه مأزقًا في الوقت الحالي متمثلًا في عدم الصدور في موعدها المحدد أول الشهر، فبعد إعداد مادتها الصحفية للطبع والنشر لم يعتمد الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة خطاب التكلفة المالية للطبع، ما يعد عائقًا فى طريق إصدار عدد أغسطس في أول الشهر، حيث كان من المقرر إرسال المادة الصحفية إلى مطابع الهيئة العامة للكتاب يوم 20 يوليو لطبع عدد أغسطس المقبل.
وكانت الهيئة العامة لقصور الثقافة قد أعلنت الشهر الماضي عن خطتها الجديدة تحت عنوان تطوير النشر في الهيئة، وكان أحد هذه البنود يتضمن نقل تبعية مجلة الخيال من قصور الثقافة إلى قطاع الفنون التشكيلية، ودون توضيح لأسباب اتخاذ هذا القرار.
وأكد خالد البغدادى لـ"الوطن": "أنه لو أن هناك حسن نية فمن المفترض أن يتم طباعة العدد في ميعاده من أجل الحفاظ على انتظام الصدور وبعدها يقوم المسؤولون بدراسة القرار كما يناسبهم، فعدم إصدار العدد في موعده يتحمل نتيجته رئيس الهيئة ويعد نية مبيتة لوقف المجلة".
ووصف "البغدادى" القرار بـ"المتسرع" مضيفًا: "لا أعرف لماذ يصدر قرار بنقل تبعية المجلة من قصور الثقافىة إلى قطاع الفنون التشكيلية، ويعد تجاوزًا فى حقنا، فلم يتم الاهتمام بأخذ رأينا، أو التشاور معنا، وكان من المفترض أن يعقد اجتماع مع أسرة تحرير لبحث مشكلاتها وقد تم اتخاذ القرار ضمن عدد من القرارات تحت عنوان تطوير النشر، لكنه يتضمن بنود تؤدى إلى إغلاق أو التخلص من هذه المطبوعات لا تطويرها".
وتابع: "حجة رئيس الهيئة أن نسبة توزيع المجلة منخفضة، وهي فكرة مغلوطة لسببين هما أن كل مطبوعات وزارة الثقافة منخفضة التوزيع، ولا تغطي التكلفة وهو أمر طبيعي لأن الوزارة خدمية وتقدم مطبوعات مدعمة، ومجلة الخيال استندت على تقارير وهمية وإحصائيات منخفضة في فترة سابقة، لكن في ظل الإدارة الحالية للمجلة تصل نسبة التوزيع إلى 80%، وهي أعلى المجلات التي تحقق أعلى نسبة توزيع في وزارة الثقافة، وقد قمنا بإرسال الخطاب الخاصة بنسب التوزيع الحالية إلى رئيس الهيئة لكنه لم يتخذ أي قرار، متسائلًا: "إذا كان حجة رئيس الهيئة صحيحة، فهل نقل المجلة إلى قطاع الفنون التشكيلية يحل مشكلاتها، وقطاع الفنون عمليًا ليس جهة نشر، فلماذا لم يصدر طوال تاريخه أي مطبوعات؟، وإذا كان مهتما بالفعل بإصدار مجلة فلماذا لا يصدر مجلة خاصة به، والقطاع معني بتقديم خدمة فنية للفنانين المحترفين، ونشاطه متخصص جدًا ومحدود بالقاهرة ومنطقة وسط البلد وليس له تأثير خارج العاصمة بعكس هيئة قصور الثقافة والتي تنتشر أفرعها في كافة أنحاء الجمهورية، ومعنية بتقديم الخدمة الثقافية في القرى والنجوع البعيدة".
وأكد "إذا تحولت المجلة إلى قطاع الفنون التشكيلية ستتحول لنشرة لمتابعة أنشطته وليس لها مساحة من حرية الرأي والاختلاف، وأخشى من كل هذه البلبلة أن يكون الغرض هو وقف مجلة "الخيال" التي تعد مكسبًا للحركة التشكيلية في مصر وفي العالم العربى بشكل عام، ومنذ 100 سنة تطالب الحركة التشكيلية بمجلة فنية متخصصة ملونة منتظمة الصدور، وبعد تحقق الحلم يتم إيقافه لأي أعاد لمصر ريادتها فى العام العربي، ولا يليق بمصر وقف هذه المجلة في الوقت الذي تصدر فيه دبي مجلة فنية والدوحة تصدر أخرى، ومؤخرًا تونس".
وتابع: "المجلة صدرت فى عهد فاروق حسنى الذى يوصف بأنه عهد فاسد، وتقوم العهود الحالية بعد ثورتين بإغلاق المجلة التي تعتبر نافذته للفن والإبداع، لتكون علامة سيئة فى تاريخ رئيس الهيئة وفى تاريخ وزير الثقافة."
وواصل: "قام الفنان أحمد الجنايني رئيس التحرير بمخاطبة حلمي النمنم وزير الثقافة، وتقديم خطة مدروسة لتطوير المجلة تغطي بها تكلفتها وتحقق فائض ربح، لكن لم نتلق أي رد إلى الآن".