تامر حسنى: طوَّرت الموسيقى بعد مذاكرة عامين.. والمعترضون على كتاباتى وتلحينى لنفسى «حافظين مش فاهمين»
تامر حسنى
طرح النجم تامر حسنى ألبومه الجديد «عمرى ابتدا»، محملاً بتطوير ملموس فى عالم الموسيقى، ما جعله يغيب عامين عن طرح ألبومات غنائية، لرغبته فى تقديم ألبوم يدفعه للتغريد خارج السرب، ووجد ضالته فى أغنيات ألبومه الحالى، الذى يتربع حالياً على عرش الألبومات الأكثر مبيعاً فى «فيرجن ميجا ستورز». وفى أول حوار له حول ألبومه الجديد، يكشف تامر حسنى عن تحضيراته للألبوم، وكيفية استقباله لنبأ تسريبه على الإنترنت، والخطوات التى نفذها لإنقاذ ألبومه، وتفاصيل أخرى كثيرة خلال السطور المقبلة.
■ كيف وجدت أصداء حفلك الأخير فى بيروت؟
- لمست اشتياقاً متبادلاً بينى وبين الجمهور، بحكم عدم وجودى فى لبنان منذ 7 سنوات، ورغم حالة التخوف من موعد إقامة الحفل، نظراً للظروف الصعبة التى تشهدها البلاد حالياً، إلا أن الجهات الأمنية وافقت على إقامته، رغبة فى إشاعة الفرحة بين الجماهير، وأرى هذه الخطوة تصدياً حقيقياً لمن يسعى للعبث والتدمير، وأقيمت حفلات مهرجان «أعياد بيروت» فى موعدها، وفوجئت بالأعداد الهائلة للجمهور فى حفلى، الذى صُنف بأنه أكبر حضور رغم إحيائى للحفل بمفردى، على عكس حفلات أخرى شهدت مشاركة أكثر من مطرب، وهذا يعكس حالة الاشتياق التى أشرت إليها، كما وجدت تفاعلاً من الحضور على مدار الحفل، الذى امتد 3 ساعات إلا ربع الساعة، غنيت فيها 7 أغنيات من ألبومى الجديد، وكانت المفاجأة الكبرى أن الجمهور حافظ لكلمات الأغنيات، ما يعكس تعلقه الشديد بالألبوم.
«عمرى ابتدا» بداية مرحلة جديدة فى حياتى.. و«روتانا» بريئة من تسريب الألبوم.. و«هنّجت» نصف ساعة بعد علمى بالخبر
■ لماذا آثرت الابتعاد عن طرح ألبومات غنائية لمدة عامين رغم اعتيادك على طرح ألبوم كل عام؟
- «الواحد يتعلم طول ما هو عايش»، وعلى مدار العامين الأخيرين أدركت أنه ليس لزاماً فكرة طرح ألبوم كل عام، وهذه المسألة اكتشفتها فى السينما عقب فيلم «عمر وسلمى 3»، حيث ابتعدت حينها لمدة 3 سنوات قبل أن أعود بفيلم «أهواك»، لأنى لم أعد أهتم بالكم بقدر اهتمامى بالكيف، وانطلاقاً من هذه الفكرة، ذاكرت أموراً عديدة فى الموسيقى لمدة عامين، لمعرفة كيفية تطويرها مع الحفاظ على إحساسنا الشرقى العربى، وكيف نمزج بين أحدث أنواع الموسيقى العالمية وإحساسنا الشرقى لتقديم أغنية عربية حديثة، وهذه مسألة صعبة التنفيذ، لأن هناك أناساً تسعى للتطوير دون أن تصل محاولاتهم للجمهور، ولذلك استغرقت وقتاً فى التطوير المنشود، وبعيداً عن هذا وذاك، فكرة أن تكون مطرباً مصرياً وتصل عربياً فهذه مسألة ليست سهلة، ولكنها تُمكنك من التفرقة بين «تامر» وغيره، لأنى أحيى حفلات داخل كل دول الوطن العربى، والجماهير تحفظ كلمات أغنياتى، ووصولى لهذه المكانة جاء بعد دراسة ومذاكرة فى كيفية توصيل أغنياتى داخل مصر وخارجها.
■ كيف استقبلت خبر تسريب ألبومك على الإنترنت؟
- «أنا طول عمرى بعمل اللى عليا وعندما يشاء ربنا لأى حاجة تحصل بقول الحمد لله»، ولكنى «هنجت» حينها لمدة نصف ساعة، لأن فكرى تغير تماماً، بعدما ظللت لمدة عامين أنتظر موعد طرح الألبوم وما يسبقه من دعاية له، إلا أن التسريب غيّر الخطة تماماً، ولكنى معتاد على شكر الله فى الضراء قبل السراء.
■ ما أبرز الخطوات التى سارعت بتنفيذها عقب تسريب الألبوم؟
- ظللت أفكر: «ماذا أفعل؟»، كان لا بد من اللحاق بالألبوم قبل انتشاره على المواقع، لأنه لم يكن بوسع مخلوق سحبه أو الوقوف أمامه، وبما أنه كان على أعتاب طرحه رسمياً فى الأسواق، وجدت أن رفعه على قناتى الرسمية بموقع «يوتيوب» بمثابة الحل الأمثل، بغرض توجيه عدد المشاهدات نحوها، وكفى ما خسرناه من التسريب، علماً بأن جزئية رفع الألبوم على قناتى مدرجة فى بنود عقدى مع «روتانا»، ولكنى تواصلت مع الشركة قبل اتخاذى لهذه الخطوة، لأنى فنان أحترم تعاقداتى ولا أسير وفقاً لأهوائى، وإنما لا بد من موافقة وتراضى جميع الأطراف، والحقيقة أن الألبوم حقق فور طرحه ردود فعل فاقت توقعاتى، وسمعت أحلى جملتين هما: «أنا أحببت الألبوم كله»، و«هو ده تامر اللى أنا عارفه» وهنا أعترف أن ألبوماتى الثلاثة الأخيرة لم أكن راضياً عنها، وكان الجمهور يتساءل: «هو فين تامر؟»، ودفعنى هذا التساؤل للمذاكرة لمدة عامين، وسعدت بردود الأفعال حول الألبوم، وتحديداً عند نزولى لأرض الملعب، عند إحيائى لحفل فى لبنان، حيث وجدت الجمهور حافظاً لأغنيات الألبوم وكأنها أغنيات قديمة.
«رحلة الحياة» توسع «قماشة» الموضوعات المقدمة فى الأغانى.. وكنت همزة خير بين «بهجت قمر» و«سالم الهندى»
■ وما أسباب عدم رضائك عن ألبوماتك الثلاثة الأخيرة؟
- اعتدت على إعجاب الجمهور بألبوماتى منذ بداياتى الفنية، وهذا الاعتياد استمر حتى ألبوم «اخترت صح»، رغم وجود فئة قد تقول: «الألبوم حلو بس فيه أغنيتين أو ثلاثة مش عاجبينى»، إلا أن المسألة تغيرت بعد ذلك لتصبح «الألبوم عادى وعجبنى فيه أغنيتين ثلاثة»، وأصبحت هذه المقولة الأكثر شيوعاً ليس عن تامر فحسب، ولذلك دعنى أسألك: اختر اسماً من أسماء النجوم الكبار فى ذهنك واسأل نفسك: أغنياته القديمة أحلى أم الجديدة؟ إجابتك ستكون القديمة، والإجابة نفسها ستجدها عن أغنياتى، وأرجع هذه الحالة العامة إلى ظهور أنواع جديدة من الفنون بعد الثورة، انجذب الجمهور إليها واستقطعت منى ومن زملائى، وفيه ناس زاحمت معك، بمعنى أن الشخص الذى كان يستمع لثلاثة أو أربعة مطربين أصبح يسمع لاثنين فقط، وبالتالى «فيه ناس وقعت من ناس» وأصبح كل مطرب يغنى لمحبيه فقط، وهو ما أرجعه إلى حالة التشتت فى الموسيقى مؤخراً، مع عدم قيامنا بالتجديد فيها، وأقصد هنا شريحة المطربين من فئتى، وبالتالى الرغبة فى التجديد والمواكبة لا تتطلب التسرع فى إصدار الألبومات، وإيهام نفسك بأنك طورت وواكبت، ولكن لا بد من التوقف والمذاكرة، وهذا ما قمت بتنفيذه، إلى أن كرمنى الله بهذا الألبوم، الذى أشعر أنى «مرضى بزيادة» عنه.
■ ما ردك على الآراء التى تعتبر كتابتك وتلحينك لعدد من أغنياتك خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وراء تراجع مستوى ألبوماتك الأخيرة؟
- إن كان راودنى الشعور بعدم رضائى عن مستواى، فالأعوام الثلاثة الأخيرة هى أكثر فترة لم أكتب فيها أو ألحن لنفسى، وهناك أشخاص يرددون هذا الرأى لأنها «حافظة مش فاهمة»، ولا تعى أن 90% من تاريخى ونجاحاتى مبنية على أغنيات من كلماتى وألحانى، بداية من «راحت حبيبتى»، «عيونه دار»، «نور عينى»، «كل مرة»، «أنا مش عارف أتغير»، والكثير من الأغنيات الناجحة التى كان آخرها «بطلة العالم فى النكد» و«يا مالى عينى»، وبالتالى أرجع شعورى بعدم الرضا إلى أن تامر بعد عن تامر، وأرى أننى ارتكبت خطأً باستماعى لأشخاص «مش فاهمة حاجة»، ولكن لا أعتبرها خطأً، لأن هذا الرأى تردد كثيراً، بدرجة دفعتنى لإعادة النظر، والتوقف عن الكتابة والتلحين لنفسى، لأنى قلت: «ربما إن الناس صح»، ولكن «اللى يعيش ياما يشوف»، وها أنا عرضت أمامك بعض الأغنيات التى كتبتها ولحنتها، فماذا لو حذفتها من تاريخى فماذا يتبقى إذن؟.
«روتانا» طرحت «فلاش ميمورى» لألبومى تقديراً لجمهورى والتطوير الموجود فى الأغنيات
■ ما رأيك فى الاتهام الموجه لـ«روتانا» بقيامها بتسريب الألبوم؟
- ليس هناك شركة تسرب ألبوماً لها، لما ستتكبده من خسائر فادحة، خاصة أنها تعمل عليه منذ عامين، بغرض تسليمه إلى شركات الاتصالات لتحصيل العائد المادى منها، فكيف يتسنى لها تحصيل هذا العائد بعد التسريب؟ وليس هناك مطرب تراوده الرغبة بتسريب ألبومه، لأن لحظة طرحه أشبه بليلة عرسه، ونزول الألبوم فى موعده يمكنه من حصر عدد مشاهدات أغنياته رقمياً عبر قناته، وبالتالى مسألة تسريب الألبوم ليست فى مصلحته، إلا إذا كان هناك مطرب يسعى لمعاقبة الشركة المتعاقد معها، وهذه طريقة وسلوك ليست فى شخصيتى، ولا يمكن أن أقدم عليها، لأن تدمير مكاسب الشركة حرام حتى ولو كنت غاضباً منها.
■ هل طرح «روتانا» لألبومك على «فلاش ميمورى» جاء كتعويض معنوى منها لشخصك عن التسريب؟
- ليست مصالحة، لعدم وجود أى شخص هناك يتعمد مضايقتى، ولكن هذه الفكرة راودتنى منذ زمن بعيد، وعندما دارت مناقشات بينى وبين «روتانا» منذ عامين، اقترحت الفكرة عليهم، وقاموا حينها بإرجاء تنفيذها، إلا أنهم وجدوا من نظرتهم للألبوم الجديد بعد تسليمى لـ«الماستر» أنه عنوان لمرحلة جديدة فى حياتى، تستحق كامل الدعم لما يتضمنه من تطور ملحوظ، فقرروا تنفيذ الفكرة، لأنهم يرون أيضاً أن جمهورى يستحق أن يُقدم له ابتكار جديد فى عالم الموسيقى.
■ كيف نجحت فى ضم «رحلة الحياة» لألبومك رغم الخلافات بين «روتانا» وكاتب الأغنية أيمن بهجت قمر؟
- أحببت التعاون مع أيمن فى «رحلة الحياة»، لتوسيع «قماشة» الموضوعات المقدمة فى الأغانى بشكل عام، التى أصبحت مقتصرة على الحب فقط، حيث لا بد من وجود أغانٍ تتحدث عن الحياة والدنيا وتغيرات البشر، وأحاول إدخال موضوعات جديدة فى الغناء منذ سنوات، كالأغنية التى تحدثت فيها عن الغربة، وانطلاقاً من هذه الأسباب، كان وجود «رحلة الحياة» مهماً فى الألبوم، وبما أن هناك خلافات بين «روتانا» و«أيمن»، بدعوى أن كلاً منهما يسعى للحصول على حقه بشكل معين، لعبت دور همزة وصل وخير بينهما بغرض حصول الطرفين على حقوقهما، ونظراً لمعزتى عند الأستاذ سالم الهندى والأستاذ أيمن، وافق الأول على منح الثانى حقوقه التى يرغبها، وأنا دائماً فى شغلى لا أحب معاداة أشخاص، أو فرض أمر معين على أحد، وفى الوقت نفسه لا أدفع ضرائب لشخص غاضب من آخر، فأنا خارج هذه الحسابات، ولكن المهم هو كيفية توصيل المعلومة للطرفين محل الخلاف وأن تكون همزة وصل وخير بينهما، والحمد لله نجحت فى إذابة الخلافات بين الطرفين، وأشكرهما على ذلك.
■ وبم ترد على تصريحات «أيمن» التى قال فيها: «مش أى مطرب تهمه كرامة الشاعر والملحن والموزع المصرى ولكن اكتشفت أن تامر حسنى يهمه ذلك»؟
- أقول له: «شكراً يا أيمن، أنت أخ وفنان وقامة كبيرة، والمستقبل سيذكر قيمتك، وأرى أن محافظتى على حقوقك ومنحك لها أقل ما أقدمه إليك، وأشكرك على كلمات الأغنية، والشكر موصول لوليد سعد على لحنها وأحمد إبراهيم على التوزيع، وفى النهاية مستحيل أن أرضى بشخص يعمل ولا يحصل على حقوقه».
■ لماذا اخترت «عمرى ابتدأ» لتكون «هيد» الألبوم؟
- أتبع مبدأ الشورى مع فريق عملى، ولكن الفنان بما أن الله منحه موهبة معينة، فربما يرى شيئاً غير مرئى لمن حوله، وقد يتولد بداخله إيمان لفكرة معينة، ويقرر تنفيذها حتى لو وجد معارضة من المحيطين به، وانطلاقاً من كلامى، تجد أشخاصاً يحيطونك ويرون الرؤية ناقصة لجزئية، وأنت تراها ناقصة لجزئية أخرى، والشخص الذكى الذى يستمد منهم الجزء الذى ينقصه، وهناك أمور أحتار فى حسم قرارى فيها، وبالعودة لأصل سؤالك وجدت توحداً من فريق الألبوم على أغنية «عمرى ابتدا» لتكون «الهيد»، وأنا أحببت الجملة، لأنى أشعر أن هذا الألبوم بداية مرحلة جديدة فى حياتى، مع أنى كنت أرغب فى تسميته «شكراً إنك فى حياتى»، لرغبتى فى إهداء هذه الجملة إلى جمهورى وأهلى وكل شخص وقف فى ظهرى ورد غيبتى منذ مرحلة اكتشافى إلى يومنا هذا، ولكنى خصصت «بوستر» داخل الألبوم، وكتبت عليه هذه الجملة.
■ هل حرصت عند كتابتك لأغنية «بطلة العالم فى النكد» على عدم إغضاب الفتيات والسيدات منها؟
- لم أقسُ على أحد فى الأغنية، ولكنى تكلمت بشكل مرح عن الموضوع الذى أشرت إليه، وفى المقابل تجد أغنية «كان فيه واحدة»، ألوم فيها أى شاب أو رجل عشّم فتاة أو سيدة وابتعد عنها، وموضوع هذه الأغنية كُتب بشكل درامى من الشاعر سلامة على، وهى من ألحان محمد يحيى، وتوزيع تميم، وتعبر الأغنية عن إنسانة مجروحة، كنت الراوى فيها عن قصة حبها مع إنسان صدقته، وضيعت أياماً وسنوات من عمرها معه، وألبسها دبلة من ورق، ومعنى الدبلة هنا ليس مادياً، ولكنها رمز للوعود «الفالصو» التى تشبه الدبلة الورق، التى يمكن تقطيعها ورميها فى أى وقت، حيث أحببت موضوع الأغنية لأهميته.
■ بعد طرح كاظم الساهر لأغنيته مع مواهب «The Voice Kids».. هل ترى أنه قلد فكرتك بتقديم أغنية مع الأطفال بحكم أنك أول من أعلنت عنها؟
- لا أستطيع التحدث عن النوايا سواء إن كان قلد الفكرة أم لا، ولكنى كنت أول من أعلن عنها، وإن كان تأثر بها وأعجبته سأكون سعيداً، لأنى كنت دافعاً لأبنائنا الصغار فى اتخاذ خطوة إضافية جميلة مع فنان كبير مثل كاظم الساهر، ولكنى تمنيت أن الموضوع المقدم للطفولة يأخذ حقه، بحيث نأتى بالطفل ونقدره ونحترمه ونجعله يصور أغنية باعتبار أننا نعامله كمطرب بحجم موهبته، خاصة أن البرنامج أفرز أحسن الأصوات فى الوطن العربى، ومن ثم يجب ألا نعاملهم معاملة «الكورال»، وإلا كنت اكتفيت بخطوة غنائهم معاً داخل الأستوديو، ولكن المسألة أكبر من ذلك فى نظرى، لأنى أتمنى أن يكون لدينا رمز للطفولة، وأن تكون الأغنية المقدمة للأطفال قوية، ومصروف عليها إنتاجياً، كى يشعر الطفل أن موهبته جعلته يغنى أغنية كبيرة، وهذا سيدب فى روحه الحماسة، وتجعله لن يتنازل عن حلمه، ويتمسك بالنجاح وتشريف أهله ووطنه.