كانت محطة «المعمورة».. فأصبحت عند الأهالى «المخروبة»
صورة أرشيفية
أعمدة حديدية عتيقة، أسقف من خشب، ومشهد عام لم يبدُ أن كلمة «تطوير» مرت به من قريب أو بعيد، فى محطة قطار المعمورة، إحدى أقدم المحطات المنشأة على هذا الخط، التى تخدم ركاب أكثر من 6 مناطق مجاورة، يبدو استخدامها كالموت بالنسبة لأهالى المنطقة الذين ينطقون الشهادتين فى كل مرة يستخدمون فيها المحطة، بحسب توفيق أحمد، أحد أهالى المعمورة، الذى يستخدم المحطة من منزله إلى عمله بقرية العرب بالإسكندرية، يقول: «الفلانكات هى سبب الكوارث كلها، الإهمال فى القضبان الحديد والفلانكات الخشب اللى شايلة القضبان مفيهاش هزار، وإحنا رايحين راجعين بالقطر وكل يوم حادثة وناس تموت».
المحطة متهالكة والفلانكات تحطمت والقطارات تهدد حياة ركابها
جرعة «الكوارث والإهمال المتتالية»، حولت الأمر لدى الشاب العشرينى إلى لا مبالاة، وإن أبدى صدمته من تحطم الفلانكات الجديدة: «كانت خشب فى الأول ومبلغين عن تهالكها بقالنا سنين، ومن أسبوع بس غيروها لأسمنت وطبعاً مقدرش يتحمل اهتزاز القطر زى ما بيستحمله الخشب لحد ما تكسر وفى أى وقت القطر ممكن يتقلب بينا».
لم يجد «توفيق» أمامه وسيلة مواصلات أسرع غير القطار للذهاب إلى عمله فى وقت قصير، رغم عدم الأمان الذى يطارده فى كل رحلة كغيره من الأهالى: «الناس بتركب خايفة، لكن هنعمل إيه الميكروباصات بتمشى بطول الكورنيش بس والتاكسيات غالية ومفيش غير القطارات هى الأسرع، وفلوسها على قد الإيد، لكن حياتنا على كف عفريت».
الكثير من الشكاوى حول الإهمال الذى يلاحق فلانكات قطار المعمورة، وضحه سيف محمد، المسئول عن إصلاح وتطوير القطارات بأحياء الإسكندرية، بأن تغيير الفلانكات من خشبية إلى أسمنتية يرجع إلى هيئة السكك الحديدية، ويقول: «إحنا مجرد جهة تنفيذ بعد توضيح وإرسال مشاكل القطارات للهيئة، وأزمة تشققات الفلانكات الجديدة جارٍ دراستها وحلها».