توابع الانفصال: «كوارث» فى الاقتصاد ومخاوف من انتشار «التوتر والفوضى»
صورة أرشيفية
قبل 3 أيام، لم يكن هناك من يتوقع أبداً أن يقرر البريطانيون الانفصال عن الاتحاد الأوروبى، حتى إن كانت الخلافات بينهما كبيرة، لما لذلك من تداعيات كارثية تطال اقتصاد أوروبا والولايات المتحدة وبعض دول الشرق الأوسط أيضاً بسبب التعاملات التجارية مع بريطانيا، فلم تكد تمر ساعات حتى بدأت التداعيات الاقتصادية فى التأثير، ما بين تراجعات فى البورصات الأوروبية والأمريكية، وانخفاض لسعر صرف الجنيه الإسترلينى واليورو، وحتى التداعيات السياسية الداخلية على قرار الانفصال، والتى بدأت بإعلان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قراره بالاستقالة من منصبه.
قد يعتقد البعض أن قرار بريطانيا شأن داخلى خالص لا يؤثر على غيرها، لكن الحقيقة غير ذلك تماماً، فقرار الانفصال قد يتبعه رغبة دول أخرى فى الخروج من الاتحاد الأوروبى بشكل يفضى فى النهاية إلى تفتت الاتحاد الذى نظر إليه الجميع دوماً على أنه المنظمة القوية التى تستطيع كبح جماح الطموح الأمريكى فى أنحاء العالم.
بعد ساعات قليلة من التصويت، بات سؤال «ما هو الاتحاد الأوروبى؟» هو ثانى أكثر الأسئلة تداولاً على موقع البحث العالمى «جوجل»، وسط تكهنات بندم بعض الذين صوّتوا لصالح الانفصال على اختيارهم، بينما أكد مواطنون آخرون أنه لو سنحت لهم الفرصة من جديد فإنهم سيختارون البقاء وليس الانفصال. بحسب مراقبين ومحللين دوليين، لم يعد العالم كما كان، ويبدو أنه على طريق المزيد من الفوضى والتوتر وليس الاستقرار، فما يشهده العالم منذ 5 سنوات، دليل كافٍ على أن الخروج البريطانى هو مجرد بداية لمزيد من الانقسامات والانفصالات عن الاتحاد الأوروبى، والمزيد من الدعوات المتعصبة والعنصرية فى الولايات المتحدة.