«أبانوب».. قبطى فى مهمة طبخ بـ«موائد الرحمن».. رمضان كريم
«أبانوب» وسط أوانى الطهى
وسط أوانى الطهى، يمسك «أبانوب» بيديه التى وُشم عليها الصليب بوضوح، أجولة الأرز والخضار ولحوم الأضاحى، يستعد لإعداد الوجبات الرمضانية بمختلف موائد الرحمن فى منطقة روض الفرج، قبل موعد الإفطار بساعات. عادة لم يقطعها «أبانوب سامر»، رغم كونه قبطياً، يشارك أصدقاءه المسلمين، دون مقابل، لإدخال الفرحة على قلوب المحتاجين خلال أيام رمضان بالمشاركة فى «طبخ الطعام».
7 سنوات يعمل على توزيع المأكولات وطبخها لبسطاء منطقته
7 سنوات، لا تخلو أيام الرجل الثلاثينى من مرافقة أصدقائه المسلمين فى إعداد الوجبات الرمضانية بموائد الرحمن، حتى اعتاد أن يصوم أحياناً معهم ليشعر بنفس الشعور، ويقول: «عندى موهبة الطبخ، وبحب المطبخ جداً، عشان كده بقالى سنين بشارك أصحابى المسلمين فى طبخ أكل موائد الرحمن، والأيام اللى بفطر فيها مابقدرش أقعد قدام حد فيهم آكل أو أشرب، لازم أحترمه».
شعور بالسعادة والفرحة ينتاب «أبانوب» بمجرد رؤيته البسطاء يفطرون على وجباته التى اعتاد أن يطهيها: «إحساس مايتوصفش لما بلاقى الناس الغلابة بتاكل من أكلى ومبسوطين ويشكروا فيه، ده غير لما بيعرفوا إنى مسيحى وأنا اللى طابخ وبياكلوا عادى، لا واحد يقول إزاى ولا يقرف منى، وده أكبر معنى للتلاحم الوطنى بينا».
ينتظر «أبانوب»، موظف حكومى، إتمام أصدقائه صلاة التراويح ليخرج معهم فى السهرات الرمضانية من كل عام، لكنها المرة الأولى التى قرر أن يشارك فى إعداد وجبات مائدة الرحمن، والتحضير لها أغلب اليوم، دون الخروج مع أصدقائه، وفق قوله: «كل سنة بخرج مع أصحابى واتسحر معاهم طول رمضان، لكن السنة دى فكرت أعمل الخير من بابه معظم اليوم، لأن إعداد الوجبات وطبخها مش سهل، ومحتاج وقت ومجهود، عشان كده بحضر الأكل طول اليوم بعد ميعاد شغلى، وبعد الفطار بريح شوية عشان أقدر أطبخ كويس لتانى يوم»، وتابع: «حاجة على قدى، بساعد بيها أهل الخير فى الوجبات اللى بطبخها مجاناً، وكل يوم بساعد فى الطبخ بمائدة رحمن مختلفة بمنطقتى فى روض الفرج».
لم يتوقف دور «أبانوب» عند المشاركة بإعداد الوجبات وطبخها فقط بموائد الرحمن، يشارك أيضاً بسيارته فى تحميل الوجبات وتوزيعها بعد صلاة المغرب: «خيرات ربنا بتبقى فى موائد الرحمن كتير، ويومياً فيه وجبات بتتبقى، وأنا متخصص فى توزيع الباقى على الناس المحتاجة فى البيوت، لأن مش كل الغلابة فى الشارع، أو بييجوا موائد الرحمن، اللى موجودين فى البيوت أكتر منهم بكتير»، مضيفاً: «بختار الأماكن البعيدة علشان فيه ناس غلابة عزيزة النفس، ومش كلهم بيقعدوا قدام المساجد وقت الفطار أو بعده، ومحتاجين ندور عليهم لأنهم أبسط من البساطة».
اعتاد «أبانوب» أن يتعرف على البسطاء ويحاول الوصول إليهم عن طريق أصدقائه المتطوعين فى العمل الخيرى، حسب وصف الرجل الثلاثينى: «ما اتعودتش أعمل دعاية على النت ولا أقول لحد على تقديم الخير، أنا بعمل اللى عليا واللى أمرت بيه كل الأديان، والمسلم والمسيحى مفيش فرق بينهم، وفرحتى برمضان ماتفرقش كتير عن أصحابى المسلمين»، مشيراً إلى أنه يساعد على حسب إتاحة وقته سواء بالمجهود البدنى أو المعلومات والتبرعات العينية طوال العام: «قبل شهور من رمضان بجمع أنا وأصحابى المسلمين بيانات الناس وبنعمل ميزانية للفلوس اللى معانا عشان نكمل لآخر رمضان، من موائد الرحمن اللى بشارك فيها، والخير اللى بعمله مع أصحابى من وجبات التوزيع».