"حماس" توسع نطاق تعليم اللغة العبرية في قطاع غزة
أطلقت حكومة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة خطة لتوسيع نطاق برنامج تجريبي لتدريس اللغة العبرية الحديثة في مدارس القطاع مشيرة إلى زيادة الطلب على تعلم ما تصفه "بلغة العدو".
كان عدد كبير من الفلسطينيين في غزة يجيد اللغة العبرية التي تعلموها خلال العمل داخل إسرائيل أو أثناء وجودهم في سجون إسرائيلية.
لكن إسرائيل تفرض حصارا على قطاع غزة منذ عدة سنوات ومنعت الفلسطينيين أهالي القطاع من الالتحاق بأي عمل فيها حيث تتهمهم بالضلوع في أعمال عنف. لذلك نشأ الجيل الجديد من الفلسطينيين في غزة لا يعرف اللغة العبرية.
وذكر وفا مقاط مدير إحدى المدارس المشتركة في برنامج تعليم العبرية بمدينة غزة أن المشروع سيساعد التلاميذ على الإلمام بدرجة أكبر بالأحداث في إسرائيل.
وقال "طبعا الفكرة كانت الهدف منها أن الطالب الآن وهو جالس في البيت يفتح على التلفزيون الإسرائيلي القناة العاشرة.. القناة الثانية.. والطالب وهو جالس في البيت بعرف إيش يدور في الجانب الإسرائيلي من أحداث وتطورات".
وتهدف حماس من خلال المشروع إلى استخدام المعرفة باللغة العبرية في أوقات الصراع. لكن مقاط ذكر أن الإلمام باللغة له فوائد أيضا من الناحية العملية.
وقال "طبعا نحن واحتكاكات إسرائيلية.. كل يوم مع الجانب الإسرائيلي بتفرض علينا أن اللغة العبرية تكون واقع. كذلك هم عندهم اللغة العربية صارت واقع في الجامعات والمدارس داخل الكيان الإسرائيلي".
وذكر مسؤولون فلسطينيون أن زهاء 750 تلميذا يدرسون اللغة العبرية حاليا في مدارس بأنحاء قطاع غزة وأن كثيرا منهم اختار أن يتعلم تلك اللغة بدلا من الانجليزية أو الفرنسية.
وذكر تلميذ فلسطيني عمره 14 عاما يدعى محمد صيام أن معرفة "لغة العدو" أمر مهم. وقال "طبعا بالإجماع مع أغلب الطلاب إخترنا اللغة العبرية لأنها لغة حاسينها ممتعة ومن ناحية أنه من تعلم لغة عدوه سلم من مكره وشره".
وذكر تلاميذ آخرون أنهم يستفيدون من معرفة اللغة العبرية في قراءة المعلومات المطبوعة على أغلفة المنتجات الإسرائيلية التي تباع في غزة أو في متابعة نشرات الأخبار الإسرائيلية في الإذاعة والتلفزيون وعلى الإنترنت.
وقال تلميذ يدعى كريم حرز الله "أنا رسالتي أن كل طالب حابب يتعلم اللغة العبرية كثير هي لغة كويسة ولازم الواحد أن يتعلمها. وأنا باحب انه.. باطلب من الوزارة أن تعلمنا إياها من صف أول.. الثانوي والابتدائي والإعدادي".
كان المدرس الفلسطيني خالد البابا يعلم اللغة العبرية في المدارس في الثمانينات والتسعينات وعبر عن سعادته بالإقبال على تعلم اللغة.
وقال "درست اللغة العبرية منذ عام 1988 وعند قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية قامت بإلغاء فكرة تدريس اللغة العبرية في سنة 1996. وفي هذا الوقت نحن شاكرين لمن يفكر أو يشجع هذه الفكرة لتدريس اللغة العبرية في مدارسنا في قطاع غزة".
وذكرت سلطات التعليم الفلسطينية في الضفة الغربية أنها لا تنوي إدخال تعليم اللغة العبرية إلى المدارس. وقال محمود أبو زيد وكيل وزارة التربية والتعليم بالضفة الغربية إن تعليم اللغة العبرية في قطاع غزة ليس جزءا من الإستراتيجية الوطنية.