بالصور| مقام "أبوالريش".. من جاور الإمام فهو آمن "حتى القطط"
غرفة لا تتجاوز مساحتها المترين عرضا وطولا، بالكاد تكفي لضم سجادة صلاة واحدة، لصلاة فرد واحد، وفي اتجاه القبلة، يستقر ضريح أبوالريش الأسدي.
رائحة البخور العتيقة تملأ المكان، الذي تجاوره حجرة صغيرة بها سرير متواضع، تنام عليه سيدة تجاوزت العقد السبعين من عمرها، مهمتها تنظيف المكان، والإشراف على مرتاديه.
في منطقة أبوالريش بحي السيدة زينب، وبالقرب من محطة المترو، يستقر مقام أبوالريش الأسدي، لا يعرف الكثير من الأهالي أو حتى مرتاديه، من هو أبوالريش الأسدي، لكنهم على يقين أنه كان أحد الصالحين، وأنه يستحق التكريم بهذا الضريح.
يحكي سيد أحمد، الذي يقطن بجوار الضريح منذ 40 عامًا، أنه بالرغم من شهرة الضريح بحكم موقعه وقربه من محطة المترو، إلا أن مرتاديه قليلون جدًا، ما انعكس على نظافة المكان، فصار ملاذًا لقطط الشوارع، التي تلجأ إليه اتقاءًا من برد الشتاء أو حر الصيف "القطة اللي نايمة دي أكيد عارفة أنها في حضرة سيدنا أبوالريش، عشان كدا عمرها ماتخاف منك أو تعمل صوت مزعج".
لا يعرف سيد أحمد، أو أغلب سكان الحي، قصة أبوالريش الذي شيد له هذا الضريح "الضريح دا من أغرب المقامات اللي ممكن تقابلها، زواره قليلين جدًا، والمعلومات عنه في الأثر ضعيفة للغاية، لكن الأكيد أنه كان رجل صالح صاحب بركات واستحق هذا النوع من التكريم".
في رمضان، لا يختلف حال الضريح كثيرًا عن باقي أيام العام، بحسب ما يؤكد حسن محمود، صاحب إحدى المحلات القريبة من الضريح، فبخلاف تعليق الزينة في الشارع، وفي بعض الأحيان فوق مبنى الضريح، لا شيء غير عادي يمكن ملاحظته، سوى التصدق على السيدة العجوز، التي اتخذت من الحجرة المجاورة للمقام مسكنًا، لتكون مهمتها تنظيف المقام، والاعتماد على صدقات الزوار.