معاقون يعيدون تدوير الورق: فن وترفيه.. و«أكل عيش»
أحد المعاقين المشاركين فى ورشة إعادة تدوير الورق
ليسوا «كمالة عدد»، ولن يرضوا بلعب أدوار هامشية فى المجتمع، فقدراتهم تؤهلهم للقيام بمهام دقيقة حتى لو كانت إعادة تدوير الورق.
أطفال وشباب من ذوى الإعاقة الذهنية نجحت جمعية «الحق فى الحياة»، فى تعليمهم خطوات تصنيع الورق، من خلال ورشة نظمتها الدكتورة نادية العربى، استشارى العلاج بالفن وعضو الجمعية: «أخذنا الفكرة من حى الزبالين فى منشأة ناصر، ونقلنا عنهم تكنيك تصنيع الورق، وطبقنا الفكرة لكن بشكل أبسط وبالجهود الذاتية، فلم نشترِ ماكينة فرم الورق، إنما قمنا بضبط عجان قديم ليقوم بالمهمة نفسها، كما قام مدرس النجارة بتقليد الأدوات المستخدمة فى تصنيع الورق وعمل أدوات شبيهة لها، وكسوة 2 ترابيزة بمادة الفورميكا للعمل فوقها». ليس غريباً أن يقوم أصحاب الإعاقة الذهنية بهذه المهمة الدقيقة، حسب «نادية»، فالإعاقة الذهنية 3 درجات؛ بسيطة ومتوسطة وشديدة، وعلى أساسها تقسم مهام صناعة الورق على أصحابها، فمتوسط الإعاقة يقوم ببعض الخطوات، بينما شديد الإعاقة يقوم بمهام بسيطة مثل تقطيع الورق، وهذه المهمة بخلاف أنها ضرورية لعجن الورق وإعادة تصنيعه، فهى أداة لتهدئة الأطفال الـ«هايبر».
«إيميل أصيل»، شاب مقيم فى الجمعية منذ الصغر، لا تبدو على ملامحه الإعاقة، ومن شدة تمكنه فى تصنيع الورق يخيل إليك أنه من معلمى الجمعية، قام بتدريب معلمة جديدة كيفية تصنيع الورق، وفقاً لـ«نادية»، مشيرة إلى أن تدوير الورق يحقق أكثر من منفعة، فمن ناحية تحاول الجمعية خلق مجال عمل للأطفال ذوى الإعاقة الذهنية، ومن ناحية أخرى هى خطوة للحفاظ على البيئة، لذلك يناشدون الجميع إمدادهم بالكتب القديمة أو الكشاكيل أو ورق الجرائد، الذى لا يحتاجونه لإعادة تدويره.