بالصور| مالي.. بقعة أخرى تشهد على معاناة اللاجئين السوريين
لاجئون سوريون في مالي
تهتم وسائل الإعلام العربية والعالمية بأحوال اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية وعدد من الدول العربية المحيطة بسوريا، إلا أن صحيفة "الجارديان" البريطانية سلطت الضوء على دولة أخرى تستضيف اللاجئين السوريين، وذلك من خلال تقرير مطول عن دولة مالي، التي استضافت اللاجئين السوريين بدون أي اهتمام إعلامي.
وبحسب "الجارديان"، فإن العديد من اللاجئين السوريين الذين خافوا عبور البحر المتوسط بسبب مخاطر غرق المراكب فضلوا السفر إلى مالي والاستقرار فيها.
ويقول عبد الحميد ضاهر -57 عاما- إنه كان سائق تاكسي في حلب بسوريا ولكن حتى مع الاضطرابات الأمنية في مالي فإن الوضع أحسن من سوريا، حيث لا توجد غارات جوية في مالي.
وأشار إلى أن أكبر مشكلاته في مالي حتى الآن هي الحشرات والنظافة العامة والصراصير التي يمكن أن تتسبب في الملاريا.
وقال لاجئ سوري آخر إنه حاول السفر لألمانيا للحاق لزوجته وأطفاله الذين تمكنوا من الهرب ولكن وجد الإجراءات الألمانية طويلة للغاية.
وذكرت الصحيفة أن التقارير الإخبارية عن مالي تشير إلى وصول دفعات من اللاجئين السوريين أحيانا بالمئات وربما يصل العدد الآن إلى 2000 سوري منذ أكتوبر الماضي، ولكن هذه الأرقام غير مؤكدة حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى مشكلات السكن في مالي، حيث تعيش 7 عائلات سورية في 3 غرف فقط بدون أثاث ويقول أفراد العائلات إنهم تلقوا مساعدة من رجل موريتاني دفع لهم حتى مصاريف مدارس الأطفال بينما يعمل أحد السوريين منهم سائق شاحنة يملكها رجل مالي سمح لهم بالسكن في الشقة ذات الغرف الثلاث.
وذكر اللاجئ السوري أنه جاء إلى مدينة باماكو، عاصمة مالي، نظرًا لوجود العديد من المواطنين السوريين هنا، بالإضافة إلى أن مالي تتمتع بسمعة جيدة، الناس هنا لا يتحدثون العربية لكنهم لطفاء.
من جانبه، يقول أحمد، الذي كان يعمل سائق سيارة لوري في سوريا: "كل شيء هنا يقوم على الجوانب الخيرية، حيث يتكفل رجل موريتاني بمصاريف المدرسة الخاصة بأطفالنا، وبعض اللبنانيين – الماليين يقومون بدفع فواتير المياه والكهرباء"، لافتًا إلى أنه يواجهون ظروف صعبة، حيث تنتشر مياه المجاري في كل مكان.
وأضاف: "معظم اللاجئين يريدون الذهاب إلى ألمانيا أو السويد، لكن استخلاص الأوراق يسير بنمط بطيء، ونحن نشعر بالعجز، اتصلنا بجمعيات خيرية دولية مختلفة ولكن واحدة فقط تصرفت وأعطتنا القليل من المال".
العديد من السوريين، بينهم 20 كرديا، يعيشون في مناطق متفرقة من بوماكو، من بين هؤلاء السوريين، الميكانيكي عنتر خليل، 45 عاما، وصل إلى العاصمة المالية منذ 16 شهرًا برفقة زوجته وأطفاله الخمسة، بعدما كان يريد الذهاب إلى السويد أو سويسرا أو كندا، إلا أن تكلفة الوصول إلى هناك أعلى من مالي.
مشوار الرحلة يبدأ من مدينة نواكشوط، حيث يأتي اللاجئون السوريون إلى عاصمة موريتانيا جوا، مستغلين إمكانية دخول البلد من دون تأشيرة، ثم يجتمع القادمون في مدينة "باسكنو" المتاخمة للحدود المالية.
قلة من اللاجئين تختار البقاء في موريتانيا فهي نقطة عبور لا استقرار، بالنسبة لهم.
من موريتانيا تبدأ رحلة عبور صحراء مالي، ثم ينقلون بسيارات إلى مدينة "بير" في منطقة "تمبكتو" التي تقع تحت سيطرة التنسيقية الأزوادية.
وتؤكد تقارير صحفية أن نحو أربع سيارات رباعية الدفع مليئة باللاجئين السوريين تصل يوميا إلى قرية "إن خليل" في مدينة "بير".
من جهته، قال المسؤول في المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أوليفييه بير، إنه "ليس على علم بما يجري في شمال مالي"، بشأن هؤلاء السوريين، لكنه لفت إلى أن المفوضية سجلت أسماء 88 سوريا بمن فيهم "نساء وأطفال" موجودون حاليا في العاصمة باماكو في جنوب البلاد.
وأضاف بير الذي يتولى منصب مساعد ممثل المفوضية في مالي، أن 25 من هؤلاء السوريين "حصلوا من الحكومة المالية على صفة لاجئين، أما البقية فهم طالبو لجوء".
وأوضح المسؤول الأممي أن هؤلاء السوريين أتوا من لبنان، مشيرا إلى أن السوريين يستقلون من بيروت "الطائرة إلى موريتانيا، لأن السوريين ليسوا بحاجة إلى تأشيرة لدخول موريتانيا، ومنها يأتون إلى مالي وبعضهم يحاول التوجه إلى الشمال للذهاب إلى أوروبا".
وأضاف: "هذه ليست تنقلات مهاجرين، بل تنقلات أناس قرروا الهرب من الحرب والإرهاب"، معربا عن "قلقه العميق" على مصير بعض هؤلاء الذين قد يقعون فريسة "مهربين بلا ضمير" وجماعات مسلحة متشددة.