أسرة «الضابط الشهيد»: قطع إجازته المرضية وعاد إلى عمله منذ ساعات
«اللى بيحصل فى البلد غلط لأن الجيش كان لازم ينزل قدام سجن بورسعيد لحمايته بسبب الأوضاع المشحونة التى سبقت جلسة النطق بالحكم على المتهمين» بهذه الكلمات تحدث حسن عزت موظف على المعاش ووالد زوجة النقيب أشرف البلكى، الذى استشهد أمام سجن بورسعيد أثناء أحداث العنف التى وقعت أمام السجن عقب النطق بالحكم فى قضية بورسعيد، مؤكداً أن ما حدث هو مسئولية رئيس الجمهورية والحكومة التى فشلت فى نقل المتهمين إلى مكان محاكمتهم، لأن إجراءات التأمين فى أكاديمية الشرطة كان من المتوقع أن تكون صارمة كما حدث فى محاكمة الرئيس المخلوع. [Image_2]
وكشف حسن عن مفاجأة حيث قال إن زوج نجلته الشهيد أحمد البلكى قطع إجازته المرضية قبل استشهاده بيوم واحد وتوجه إلى مقر عمله بقطاع الأمن المركزى بسجن طرة، حتى تم ضمه للمأمورية المتوجهة إلى بورسعيد لتأمين السجن المحبوس فيه المتهمون، وأوضح أنه كان يشاهد التليفزيون مع أسرته لمتابعة جلسة الحكم فى القضية، وفوجئ بإذاعة خبر استشهاد زوج نجلته، وبعدها بدقائق تلقى اتصالاً من زملاء نجلته «رباب» زوجة الشهيد يخبرونه أنها فاقدة للوعى فى مكان عملها بمستشفى صقر قريش عقب علمها باستشهاد زوجها، وتوجه إليها بصحبه نجليه، واصطحبوها إلى المنزل بعد أن استعادت وعيها.
وأضاف أن الشهيد تزوج من نجلته منذ عامين وأنجبا طفلتهما الوحيدة «لى لى» عمرها عام واحد، مؤكداً أن والدها أقام حفل عيد ميلادها الأول قبل استشهاده بـ3 أيام. وقالت رباب لـ«الوطن» إن آخر اتصال تلقته من زوجها كان قبيل صدور الحكم وأغلق الهاتف وهو يقول لها «اقفلى اقفلى.. الدنيا مولعة» وعندما عاودت الاتصال به رد عليها مجند وقال لها: «أحمد بيه تعيشى انتى».
وقال عزت حسن شقيق زوجة الضابط أن أحمد كان شجاعاً، وكانت له مواقف مشهودة حيث تعرض للإصابة عدة مرات، وقد أصيب فى رأسه أثناء محمد محمود فضلاً عن إصابته فى قدمه اليمنى بطلق خرطوش قبل وفاته بـ15 يوماً أثناء مشاركته فى إحدى الحملات الأمنية.
انتقلت «الوطن» إلى مستشفى صقر قريش فى محاولة لمقابلة والدته التى نقلت إلى هناك، ولكن الأطباء أقروا بصعوبة حالتها الصحية، وقال خال الشهيد «أحمد عيد» أنه علم بنبأ استشهاد أحمد من التليفزيون، وأنه رآه للمرة الأخيرة فى عيد ميلاد نجلته الذى أقامه قبيل استشهاده بأيام، مشيراً إلى أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من نقل جثته إلى القاهره لدفنها بسبب الأحداث الجارية. «ربى إن كانت الدنيا مُتعبة لى فألهمنى الصبر حتى أغادرها إليك واجعل خاتمتى من أفضل أعمالى واقبضنى إليك وأنت قد طهرتنى من ذنوبى».. لم يقُل النقيب أحمد أشرف البلكى دعاءه، كتبه على صفحته على «الفيس بوك»، قبل ليلة واحدة من اشتعال الموقف على الأرض، لتستجيب له السماء وتجعله من بين وافديها فى أعقاب النطق بالحكم فى قضية مذبحة بورسعيد.