بروفايل: هانى عازر.. صنع فى مصر
صورة تعبيرية
فى قاعة مُرصعة بحضور مكثف للعلماء الألمان الذين عادوا ببلادهم من غياهب «الحرب» إلى القمة، يجد نفسه المصرى والعربى الوحيد، مُتخذاً طريقه نحو المنصة للتكريم، وذكريات الطفولة فى طنطا، والتفوق فى هندسة عين شمس تداعب ذاكرته، يقول المهندس العالمى هانى عازر: «هذا التكريم ليس لى فقط.. إنما أُهديه لمصر وأبنائها»، كان ذلك خلال احتفال الدولة الألمانية به مساء أمس الأول السبت بمناسبة مرور 10 سنوات على افتتاح محطة برلين للقطارات.
«عازر»، الذى اختارته كبريات الصحف الألمانية فى عام 2006، واحداً من أكثر 10 شخصيات أثرت إيجابياً فى بلادهم، بعدما شيد فى الفترة من 2001 إلى 2006، محطة قطارات برلين، والتى باتت منذ ذلك التاريخ أهم محطة قطارات فى أوروبا والعالم.
مهندس الأنفاق، الذى قال عنه الرئيس الألمانى فى 2006، فى حفل افتتاح محطة القطارات «ليس لدى المال الذى يوازى قيمة ما قام به العبقرى المصرى، لكننى سأقدم إليه ما لا يمكن شراؤه بالمال»، ليحصل «عازر» على وسام الجمهورية الألمانية كأرفع وسام فى بلاد الماكينات، رغم مخالفة ذلك للتقاليد الألمانية بمنح الوسام لأجانب.
صاحب الـ68 عاماً، سافر إلى ألمانيا فى العام 1974، ليلتحق بجامعة بوخوم، لدراسة هندسة الصرف الصحى والرى والكبارى والأنفاق، واختار بعدها بشكل نهائى «الأنفاق» لتكون دراسته الدقيقة والمتخصصة، لتبدأ بعدها رحلة الإنجازات، بتشييد نفق مترو «دورتموند» فى عام 1979، ثم الإشراف على مشروع تطوير سكك حديد «شتوتجارت» حتى قرر «عازر» الانسحاب من المشروع فى 2011، بعد تهديدات بـ«القتل» وصلت له من سكان مدينة شتوتجارت.
فى كلمته بحفل التكريم، اعتبر «عازر» أنه يحاول حالياً أن يرد جزءاً مما أعطته له مصر، بالمشاركة حالياً فى مشروع أنفاق قناة السويس، ليرد بابتسامة ممزوجة بالثقة على تساؤل وزير النقل الألمانى حول كيف كان يواجه الأزمات والمشكلات التقنية أثناء بناء محطة برلين قائلاً: «عندما تواجهنى مشكلة فى العمل لا أجد لها حلاً رغم مواصلة التفكير فى مخرج لها، أتركها وأخرج للشرفة وأشرب كوب شاى وأدندن بلحن لعبدالحليم حافظ أو أفكر فى أى شىء آخر، وللعجب يقتحم الحل خلوتى، فأعود مسرعاً للعمل».