رسالة من مواطن مصرى إلى أوباما: «زى ما حضّرت العفريت.. اصرفه»
لافتة بيضاء يجوب بها الميدان، عدة أيام قضاها فى منزله محاولاً صياغتها، استعان بـ«جوجل» فلم يسعفه، قرر الاتصال بابنة أخته التى تعيش فى الخارج ليستعين بها على قضاء حاجته، كونها تجيد اللغة الإنجليزية، كتب رسالة إلى أوباما من قلب ميدان الثورة «زى ما جبتهم مشيهم».
محمد وهدان، 52 عاماً، موظف بوزارة التربية والتعليم، قضى معظم حياته فى الخليج، وكان قدره أن يعود قبل بداية أحداث ثورة يناير بأيام قليلة، شارك بقلبه وعقله فى الحدث الجلل، وتشبّع بمبادئ الثورة، الحرية والعدالة. استشعر الخطر حين سمع لغة خطاب سيدة العالم الأول، فمنذ الأيام الأولى حسمت أمريكا أمرها، قرّرت مساندة الإخوان، حسب تأكيد وهدان الذى يقول «أمريكا مكّنت الإخوان المسلمين من حكم مصر، والدليل هو الـ500 مليون دولار اللى دفعتهم لمكتب الإرشاد عشان يكسبوا الانتخابات». الدافع وراء دعم أمريكا للإخوان المسلمين هو ضمان أمن إسرائيل، فأعضاء مكتب الإرشاد فى رحلاتهم المكوكية إلى واشنطن أعطوا «أوباما» الوعود بضمان السلام مع إسرائيل -حسب «وهدان»- الذى يؤكد أن الاتفاقات بين أمريكا والإخوان ليست ذات معنى بالنسبة للشعب المصرى.
«الإخوان خدعوا الجميع، حتى أمريكا» يقولها «وهدان» الذى يصف الرئيس الأمريكى فى رسالته بـ«الأحمق» الذى استجار من الرمضاء بالنار. يرى وهدان أن الحل الوحيد فى الأزمة الحالية هو سحب دعم أمريكا وممارسة ضغط من رئيسها على مكتب الإرشاد الحاكم الحقيقى لمصر: «المظاهرات مش هتعمل حاجة، الحل أن أمريكا تجبر الإخوان إنهم يسمعوا مطالب الشارع، مرسى وعصابته عندهم استعداد يحرقوا البلد ويخربوها، وده هيبقى ضد مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط، ورسالتى إلى أوباما، يا غبى مش هينفعوك». «وهدان» قرر الذهاب إلى مقر السفارة الأمريكية ليعلن مطلبه «زى ما حضّرتم العفريت لازم تصرفوه».