«جمعية الكبد المصرى» فى الدقهلية.. حلم أول قرية خالية من «فيروس سى»
المرضى ينتظرون أمام الجمعية
«أول قرية خالية من فيروس سى».. هذا هو حلم كل قرية مصرية ابتُليت بهذا المرض، وهذا ما دعت إليه القيادة السياسية، للمشاركة فى القضاء على فيروس «سى».. وبناءً على هذا الحلم، حقّقت «مؤسسة الكبد المصرى» بالدقهلية، وهى واحدة من المنظمات الأهلية التى حملت عبء علاج أهالى قرية «أشمون الرمان»، التى تتبعها 4 قرى أخرى، مهمة تندرج تحت إطار المشروع القومى، وهى خلو القرية من المرض، واعتبارها أول قرية مصرية دون فيروس سى، مع 10 قرى أخرى بمحافظتى دمياط والغربية.
ووفقاً لما أعلنه الدكتور جمال شيحة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الكبد المصرى ورئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، فإن مبادرة «قرية خالية من فيروس سى» جاءت استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى منظمات المجتمع المدنى للعمل فى هذا الاتجاه، وحلمه بعلاج مليون مصرى مصاب بفيروس سى سنوياً.
«الوطن» زارت المؤسسة، والتقت مندور عوض، 70 عاماً، مهمته تنظيم دخول وخروج المرضى للجمعية: «أنا فلاح بسيط وشغال فى المؤسسة من 2006، وسمعت عن حملة التوعية ضد مخاطر وأساليب انتقال فيروس سى فى مركز شباب القرية، ولما حللت من 4 سنين مالقيتش عندى الفيروس، وقررت أشتغل فى خدمة المرضى، ولما الناس بتيجى وتعرف أن نتيجة تحليلهم سلبية بيخرجوا ياخدونى بالحضن من كتر الفرحة».
الشابان محمد السعيد، وعصام عبدالرحمن، جلسا أمام الجمعية، لتوزيع عبوات «السوفالدى» و«البيرفارين»، للمرضى، مع وصف طريقة الاستخدام، أما عظيمة على، الموظفة بالجمعية، فتقول: «الناس كانت خايفة الأول، لدرجة أننا كنا بنشدهم من البيوت علشان يطلعوا يحللوا، لكن بعد ما عرفوا أن الموضوع جد وأنهم ممكن يتعالجوا هم اللى بقوا ييجوا يسألوا».
فاطمة محمد عبدالسلام، تعمل بالجمعية منذ 10 سنوات، وتتابع كشوف أسماء المرضى: «باتصل بالمرضى قبل تسليم الأدوية بيومين، مع معاودة الاتصال أكتر من مرة لو ماردوش.. النهارده الدنيا زحمة جداً، لأننا بنسلم جرعتين مع بعض».
عضو مجلس إدارة وأمين صندوق مؤسسة الكبد المصرى بالدقهلية، محمد الوصيف، يقول: «المؤسسة أنشئت عام 1993، ومنذ ذلك التاريخ حققنا حلم المؤسسة بإنشاء مستشفى الكبد بشربين، وقبل عامين بدأت فكرة تطهير قرى الدقهلية من فيروس سى، وبدأنا بقرى الوحدة المحلية بأشمون الرمان، وكانت البداية مع حملات التوعية بالمساجد ومراكز الشباب فى قرى (ميت شرف، ميت سعدان، ميت السودان، الكرماء، وأشمون الرمان والعزب التابعة لها)، ويصل عدد سكان هذه القرى إلى 60 ألف نسمة، أما المرحلة الثانية فكانت إجراء التحاليل المبدئية مجاناً، وإجراء فحوصات طبية وأشعة للذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، قبل مرحلة إقرار العلاج».
ويضيف: «بدأنا العلاج منذ عامين، وسلمنا كل مريض 6 جرعات، الواحدة كانت بـ6 آلاف جنيه، لكنها دلوقتى بـ1100 جنيه فقط، وتصرف الجرعات جميعها مجاناً مع التحاليل حتى الانتقالات من وإلى مستشفى الكبد بشربين».
وتابع: «نُجرى تحليل P.C.R لكل مريض بعد انتهاء العلاج الأولى لمعرفة مدى استجابة المريض، كما يتم إجراء تحليل الأنيميا لمعرفة نسبة الهيموجلوبين بالدم، والحمد لله نتائج التحاليل بعد أول شهر علاج مبشرة جداً، ويستمر العلاج حتى انتهاء الست جرعات فى 6 أشهر، ثم نجرى تحليلاً نهائياً، ونسبة الشفاء حالياً 97%»، مشيراً إلى علاج 7300 مواطن من قرى دكرنس بالمؤسسة، منهم 5 آلاف مريض يخضعون للعلاج حالياً، والنسبة الباقية تم شفاؤهم من المرض.
ويستكمل «الوصيف»: «استفاد من العلاج هنا 7 آلاف شخص، والطوابير تمتد أمام الجمعية، ويصل عدد المترددين على الجمعية كل مرة إلى نحو 400»، موضحاً أن «العلاج لا يقتصر على الحالات التى يكون فيها الفيروس خاملاً، بل يمتد إلى المرضى الذين يعانون من مضاعفاته بعد علاج مناسب، مثل حقن لطعات الكبد وعلاج الاستسقاء، ونتوسّع حالياً فى علاج مصابى الفيروس بالقرى المصرية، حيث نعمل فى 36 قرية بالطريقة نفسها، التى بدأنا بها فى أشمون الرمان».
أحد المرضى أثناء صرف العلاج
الأدوية التى تصرف للمرضى