المستفيدون من علاج «فيروس سى»: «ياريت الناس كلّها تتعالج زينا»
عبدالباسط
أمام مقر مؤسسة الكبد المصرى بقرية أشمون الرمان بدكرنس، يتوقف عشرات الرجال والسيدات فى انتظار دورهم للدخول لصرف علاج الجرعة الأولى والخامسة، يقول على أبوصالح (49 سنة)، من قرية كفر أبوناصر التابعة لمركز دكرنس، الذى يعمل نجار موبيليا: «أنا جاى النهارده عشان أصرف الجرعة الأولى من علاج الفيروس اللى أنا مصاب بيه من 10 سنين، لكن ما عرفتش أعمل له أى حاجة، رحت هنا وهنا بدون فايدة، لكن لما سمعت عن موضوع العلاج هنا جيت على طول، وقعدت 15 يوم بس من ساعة ما حلّلت لحد ما جيت عشان أصرف العلاج النهارده، الحمد لله كل حاجة كانت متيسرة، وبصراحة لما عرفت إن فيه ناس كتير اتعالجت من الفيروس، اتشجعت أكتر، وبصراحة الأقراص أسهل بكتير من حقن (الإنترفيرون)، غير إن فيه بعض أصحابى أخدوها وما جابتش نتيجة معاهم».
«عبدالباسط»: الفيروس منعنى من العمل بالسعودية منذ 20 سنة.. و«ليلى»: «راح منى بعد الجرعة الأولى»
وخلف «أبوصالح» كان يقف محمد حراز (62 سنة)، من عزبة ميت طريف، إحدى العزب التابعة للوحدة المحلية بأشمون الرمل، يقول بصوت منخفض: «إحنا ناس فلاحين على قد حالنا ما نعرفش نروح ونلف على المصالح الحكومية والمستشفيات، ابنى ربنا يصلح حاله هو اللى أخدنى وعملى تحليل الفيروسات، وقدمت ورقى فى شربين، وبعدين حولته هنا على أشمون أقرب ليَّا، ما عرفتش إن عندى الفيروس إلا من سنتين بس».
ووقف عبدالباسط عبدالحميد (52 سنة)، صاحب البشرة السمراء، مرتدياً طاقية دائرية، وشالاً أبيض، فى الطابور منتظراً الحصول على العلاج، جاء «عبدالباسط»، الذى ورث الزراعة والفلاحة عن أبيه وأجداده، من قرية قصاصين الأزهار، التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، إلى أشمون، عبر موتوسيكل يمتلكه فى وقت يتعدى الساعة والنصف، للحصول على الجرعة الرابعة لعلاج «فيروس سى»، ويقول الرجل بحماس: «بنتى متجوزة هنا فى أشمون، ولما سمعتهم بينادوا على التحليل والعلاج، قالت لى تعالى فيه تحليل هنا للفيروس، وجيت على طول وبقالى كام شهر باجى أصرف الجرعات».
وأضاف «عبدالباسط» قائلاً: «أنا عرفت إن عندى فيروس سى من 20 سنة، وأنا باعمل تحاليل عشان أسافر السعودية، وطبعا ده كان سبب كبير منعنى من السفر، ومن الوقت ده وأنا ماكنش عندى أى أمل فى العلاج إطلاقاً، كنت عايش وخلاص زى الناس اللى عايشين، لكن الحمد لله ربنا وقعنى فى ناس محترمين لحد ما بقيت آخد العلاج ووصلت لحد الجرعة الخامسة، وأنا بصراحة حسيت براحة كبيرة عن الأول، يا ريت الناس كلها تتعالج من المرض اللعين ده، اللى موت ناس كتير عندنا فى البلد».
وعلى كرسى خشبى جلست ليلى السيد محمد (54 سنة) من قرية ميت سودان، إحدى القرى الخمس، التى تم الإعلان عنها أنها خالية من «فيروس سى»، بجوار سور «جمعية شيحة»، منتظرة دورها للحصول على الجرعة الخامسة من علاج الفيروس الكبدى، تقول بابتسامة رائقة: «لمّا ذاعوا فى الجامع جيت أنا والعيلة كلها عشان نحلل، لكن كان اللى عندهم الفيروس 4 بس، حلّلنا تانى ورُحنا شربين وبدأنا ناخد العلاج الحمد لله، ولما حلّلت بعد الجرعة الأولى اكتشفت إن الفيروس راح من عندى الحمد لله، لكن لازم أكمل الجرعة كلها عشان ما يرجعش تانى».
أبوصالح