صندوق طعام مجانى لعابرى السبيل: «لقمة هنية تكفى مية»
دورهما لا يقل أهمية عن دور بنك الطعام الذى يستهدف توصيل الطعام إلى الفقراء، لا تعرفان محمد يونس الذى حصل على جائزة نوبل للسلام ولم تقرآ عن مشروع بنكه الذى خصص للفقراء لكنهما سارتا على الدرب نفسه وهو منح حياتهما للآخرين والحياة من أجل الخير.
أمام عمارة بشارع بورسعيد بمدينة الإسكندرية، لاحظ السكان وجود لافتة غريبة مكتوب عليها «هنا يوجد طعام لكل عابر سبيل.. لقمة هنية تكفى مية»، وتحتها صندوق لوضع الطعام، الذى يتاح لأى شخص فتحه وتناول الطعام الموجود بداخله.
«فقط نريد ألا تهان كرامة المواطن الغلبان» بهذه الكلمات بدأت حنان فريد (45 عاما) حديثها عن فكرة صندوق الطعام الذى أنشأته بمشاركة جارتها داليا، كنوع من المساعدة فى محاربة الغلاء الذى بات يسيطر على جميع نواحى حياة المصريين.
رؤية مواطن يقف باحثا عن لقمة فى القمامة، رغم أن مظهره لا يدل على الفقر، كانت من المشاهد المؤلمة التى أثرت فى «حنان»: «الغلاء لم يترك أحدا، حتى من نطلق عليهم الطبقة المتوسطة، اللقمة ليهم ولولادهم مش لاقيينها».
إعجاب سكان المنطقة بفكرة الصندوق دفعتهم للمشاركة فيها؛ حيث يقدم كل بيت الطعام الفائض عن حاجته، يلفه فى كيس نايلون ويضعه فى الصندوق وأى مار، سواء كان عابر سبيل أو فقيرا يستطيع تناول ما يريده منه: «مرة واحد من الجيران اتبرع بكيكة كاملة».
الإحباط يسيطر أحيانا على حنان لعدم انتشار فكرتها على مستوى المحافظة، رغم أن الأمر من وجهة نظرها لا يتطلب أكثر من لافتة صغيرة وصندوق لحفظ الطعام: «طالما مش هنقدر نقول لمرسى اتقى الله فينا ووفر الطعام لعيالنا.. نتقى ربنا إحنا».