بالصور| "الإنقاذ الشعبي".. رجال تركوا منازلهم لنجدة بضائع "الرويعي"
حريق الرويعي
"شدوا الهّمة يا رجالة عايزين نلحق نخلص قبل الليل".. كانت تلك التعليمات التي تتداول بينهم، أثناء محاولة إنقاذ البضائع نصف التالفة، تركوا منازلهم منذ مساء أول أمس، لمساندة ضحايا حريق عمارة الأندلس بشارع الرويعي، في منطقة العتبة، لم ينشغلوا سوى بنجدة البضائع التي طالتها ألسنة النيران داخل المخازن، فكان لفريق "الإنقاذ الشعبي" دور جلي داخل محيط العتبة بالأمس.
كان من أوائل المتواجدين بمحيط العتبة، منذ اللحظات الأولى للحريق، فيما قاموا بمساعدة رجال المطافئ لإخماد النيران، ومن ثم وقفوا كأن البضائع لهم، حيث قال صلاح أبو جبل، إنه موجود لحمل البضائع التي لم تطلها النيران إلى العربات نصف نقل، والتوجه بها إلى منازلهم، لحين التصرف فيها فيما بعد، قائلا: "إحنا هنا كلنا واحد واللي بيقدر يعمل حاجة بيساعد بيها.. ما بنبصش البضاعة دي بتاعت مين المهم أننا نحاول ننقذها قبل ما تبوظ".
ترك مخزنه للملابس بعد احتراقه كاملا، لمآزرة أقاربه، وإخراج البضائع المخزنة قبل أن تتلفها المياه الموجهة إلى العمارة، ليقول: "والله ما قولت لمراتي إن المخزن والمحل اتحرق.. هقولهم إيه؟ دي ممكن تروح فيها.. إحنا هنخليها على الله"، لم يتمكن أبو جبل من إبلاغ زوحته بالنكبة التي حلت بهم أول أمس، خوفًا عليها من الصدمة.
لم يكن أبو جبل الوحيد الذي استجمع شجاعته لمساندة ضحايا الحريق، فكان لمصطفى مرسي وأصدقائه وجود ملحوظ حيث وثب بعضهم فوق إحدى العربات المكلفة لحمل البضائع، بينما صعد الآخرون إلى العمارة التي لا تزال النيران تتصاعد منها، علاوة على الأدخنة السامة التي عبئت المكان، وذلك لإنزال الملابس التي لم تُحترق بعد، ليقول مرسي: "إحنا حطينا نفسنا مكانهم.. الواحد لما بيحصلوا كارثة مبيقدرش يفكر وهم أكيد دماغهم مش حمل تفكير إزاي يساعدوا نفسهم".
وسط ركام البضائع الهالكة، وجد مصطفى مكانًا، لأخذ قسطا من الراحة ولو قليلا، حتى يستطيع أن ينهض مرة أخرى، لاستكمال عمليات طوارئ الإنقاذ التي يقومون بها، فتحت حرارة الشمس ألقى مصطفى نظرة حزينة على مشهد العمارة المحترقة، وهرع المارة من حوله يمينا ويسارًا، إلى أنه لم ييأس وشد كاهله ونهض يحمل "أجولة الملابس" التي وجدت مستقرًا لها وسط أدخنة الحريق المنتشرة في الفضاء.
بينما ترك عم صلاح عمله بالأمس، حتى يسانده جيرانه في تخفيف النكبة التي حلت عليهم، من خلال مساعدتهم في حزم البضائع ونقلها على العربات للاحتفاظ بها في مكانًا آخر لعلها تفيد فيما بعد، ويضيف: "أنا مقدرتش أروح شغلي وأسيب الناس محتاسة في مصيبتها لوحدها.. دا حتى المثل بيقولك الجار قبل الدار".