اتفاق بين "إسرائيل" و"حماس" على التهدئة بوساطة مصرية
صورة أرشيفية
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه بعد جهود كبيرة لجهات دولية عملت في الأيام الأخيرة مع إسرائيل وقطاع غزة، وتبادل رسائل كثيرة تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين، ووافقت حركة "حماس" الفلسطينية، والتزمت مرة أخرى بالتهدئة أمام إسرائيل.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الجانب الإسرائيلي سحب قواته بعد أن اقتحم القطاع، الأسبوع الماضي، فضلًا عن أن القوات التي تعمل في منطقة الجدار لم يدخلوا إلى عمق أكثر في غزة، مضيفة أنه على ما يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في العمل بمنطقة محيط القطاع، متسائلة تحت عنوان جانبي: "هل التصعيد سيهدأ تدريجيًا على حدود قطاع غزة؟".
وتابعت الصحيفة أن الجهات التي شاركت في التوصل إلى هذا التفاهم هي مصر عن طريق رجال الاستخبارات، وقطر عن طريق اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تتمتع بعلاقة جيدة بالمسؤولين في إسرائيل، والأمم المتحدة بواسطة موفدها الخاص "نيكولاي ملادينوف"، وأيضًا تركيا، مضيفة: "في الأيام الأخيرة، حماس حركت علاقاتها من أجل استعادة الهدوء".
قيادي بحماس لـ"الوطن": المخابرات المصرية تدخلت.. و"يديعوت": تعهد حماس "هش" بسبب "القسام"
ووصفت "يديعوت" تعهد حماس بالهدوء بـ"الهش" لأن عليها أن تتعامل مع عناصر أخرى في القطاع من شأنها إطلاق القذائف باتجاه إسرائيل، مضيفة: "حماس تسعى لفرض السيطرة على المنطقة القريبة من الجدار الحدودي في محاولة لإعادة الهدوء"، لافتة إلى أن قوات كبيرة تم نشرها على طول الحدود مع إسرائيل، لكنهم في الحركة يعلمون أنها عملية معقدة وحساسة، خاصة في الأيام الأولى بعد تحقيق التفاهمات، إضافة إلى أن حماس ليست مُوحدة أو متجانسة، وهناك توتر آخذ في الزيادة بين الجناح العسكري "كتائب عز الدين القسام" فيما يخص عمليات الجيش الإسرائيلي في اكتشاف الأنفاق.
وأشارت الصحيفة في تقرير تحت عنوان: "حماس تتعهد بالتهدئة أمام إسرائيل"، إلى أن "الجناح العسكري لحركة حماس تحت قيادة محمد ضيف فيه من هم غير مستعدون للتعامل مع الواقع"، قائلة: "حقًا الجناح السياسي الآن له اليد العليا في الحركة، ولكن هذا لن يضمن ما يفعله الجناح العسكري لفترة طويلة قادمة، وخاصة إذا تم اكتشاف أنفاق أخرى".
من جانبه، أكد القيادي الحمساوي غازي حمد، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، وصول الطرفين إلى تفاهم للتهدئة، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على سحب قوات الاحتلال قواتها ومعداتها إلى خارج حدود غزة.
وأضاف حمد ورئيس سلطة المعابر في قطاع غزة، أنه تم أيضًا الاتفاق على توقف الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين في الفترة الأخيرة، ومنها إطلاق قذائف من القطاع باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، ورد الاحتلال بقصف أماكن في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأمور كانت ستتصعد لولا تدخل مصر وبعض الوسطاء، مؤكدًا أن مصر تدخلت بشكل مباشر عن طريق جهاز المخابرات العامة، والأمم المتحدة كان لها دور أيضًا.
وتابع "حمد" قائلًا: "لقد أوصلنا رسالة للاحتلال الإسرائيلي أنه لا يمكن أن يتدخلوا في قطاع غزة، وأنه لن يكون هناك منطقة عازلة يفعل فيها ما يشاء، فلقد دفعناه للخروج بقواته إلى خارج القطاع".
وكان الوضع بين إسرائيل وقطاع غزة توتر بدءًا من الأربعاء الماضي، بعد شن سلاح الجو لجيش الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات استهدفت مواقع في القطاع ردًا على إطلاق قذائف من القطاع باتجاه إسرائيل، حيث أسفر القصف عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين بالقطاع.
وكان عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، صرح، الخميس الماضي، أن تدخل مصر أعاد الأوضاع في غزة إلى ما كانت عليه قبل التصعيد العسكري الإسرائيلي، مضيفًا: "إنه تم الاتصال بالأخوة المصريين، وهم من رعى الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، وكانت استجابتهم فورية وجادة، ما أعاد الأمور إلى ما كانت عليه".