والدة الملازم باسم عادل: "أعتبره عريس الليلة والملايكة هتزفه إن شاء الله فى الجنة"
شيّع مئات الأهالى جثمان الشهيد الملازم أول باسم عادل، 23 سنة، الذى استُشهد إثر إصابته بطلق نارى فى الحملة الأمنية على البؤرة الإجرامية بقرية عرب الكلابات بأسيوط، وذلك عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد المواساة إلى مقابر الأسرة بالمنارة بالشاطبى.
التقت «الوطن» أسرة الضابط الشهيد لتتعرف على حياته وتفاصيل المهمة.
«هو اتمناها طول عمره ودخل كلية الشرطة خصيصاً عشان يبقى شهيد، وأنا احتسبته كده عند الله واعتبرته عريس الليلة، اللى حتزفه الملايكة فى الجنة بعد ما اتحرمت أنا من إنى أزفه فى الدنيا»، كانت هذه هى الكلمات الأولى والأخيرة التى تحدّثت بها والدة الشهيد «باسم» لـ«الوطن» قبل أن تختفى داخل غرفتها لتنفرد بأحزانها بعيداً عن الدنيا التى حرمتها من ابنها الأوسط.
يقول أمين سمير، ابن عمه الشهيد «باسم كان بيحب أوى ابن عمه إسلام الضابط بالجيش، وكان يتخذه مثله الأعلى، وتمنى أن يدخل كلية الشرطة ليصبح بطلاً مثله حتى إنه كان يسير على خطاه فى الرياضة، فكان بطلاً من أبطال ألعاب القوة لمسافات 100 متر وبطل اللياقة البدنية بكلية الشرطة، وكان شاباً ملتزماً ليس له علاقة بأصدقاء سوء أو فتيات أو غيره، وكانت هوايته الوحيدة هى لعب (البلاى استيشن)».
وأضاف: وهو فى الثانوية العامة كان نفسه يدخل كلية الشرطة وبالرغم من أنه تم قبوله فى كلية التجارة الإنجليزى، فإنه بمجرد أن ظهرت نتيجة القبول بكلية الشرطة طار من السعادة وانتقل إلى الشرطة وتخرّج عام 2011 بعد الثورة، حيث كان من الدفعة التى أشرف على تخريجها المجلس العسكرى فى الوقت الذى كانت تعانى فيه الشرطة من حالة انكسار كبيرة بعد الثورة.
وتابع: على الرغم من تأثُّره الشديد بوضع الشرطة وقتها، فإن هذا لم يمنعه من العمل، ولم يجعله يختفى فى منزله كغيره من قيادات كبيرة تحمل رتباً أعلى منه بكثير، ولكنها تختفى داخل مكاتبها أو منازلها، بل إنه أصر على أن يتسلم عمله فى الصعيد الذى يعدّ من أصعب المناطق فى العمل الأمنى، وكان سعيداً به للغاية.
وواصل: باسم كان عارف إنه حيموت فى يوم من الأيام شهيد للواجب، لدرجة إن والدته لما كانت بتقوله عايزة أفرح بيك وأجوزك كان يرد عليها «ليه عايزة ترملى بنات الناس، أنا كده كده حاسس إنى حاستشهد يوم فى شغلى»، وكان دائماً يوصينا بأنه إذا مات أثناء تأديته لواجبه أن يخرج فى جنازة عادية، لا عسكرية بدعوى أن هذا واجبه وليس عملاً تطوعياً، وبالتالى فهو واجب لا يستحق التكريم عليه مثلما كان يردد دائماً.
وأوضح «أمين» أن «باسم» كان يستعد لأداء العمرة مع أسرته خلال إجازته المقبلة، واتصلت به والدته صباح يوم الحادث وطلبت منه أن يحضر فى أقرب وقت حتى يتمكن من استكمال باقى أوراق السفر والعمرة، مشيراً إلى أن باسم وعد والدته بالحضور عقب انتهائه من المهمة التى أنهت حياته «وعدنا إنه حيرجع بعد ما يخلص المهمة، بس ماكناش نعرف أنه حيرجع فى صندوق».
ووصف باسم بأنه كان شاباً هادئاً قليل الكلام يصمت حين يحزن، وله ابتسامة لا تفارق شفتيه وقت أن يكون سعيداً، محباً لوظيفته، غيوراً على بلده، كان يتجاهل كل ما تعانى منه البلاد من أزمات بشكل عام وما تعانى منه الداخلية بشكل خاص، ويرى أن العمل وحده هو الذى فى استطاعته إنهاء هذه المشكلات، معتبراً أن وفاته كانت إثر إيمانه بذلك للدرجة التى جعلته يتصدر الفرقة التى كان يقودها بدلاً من أن يأمرهم بالهجوم، ويبقى هو فى الخلفية كعدد كبير من القيادات، وهو ما جعل رصاص المجرمين ينال منه بسهولة.