"عرب الكلابات".. صراع"الدم والنار" بين الشرطة والمطاريد والأبرياء
هنا قرية عرب الكلابات.. موطن الدم والنار، والخروج على القانون، هنا تحت سفح الجبل الشرقى بأسيوط يقبع سكانها من المزارعين والبسطاء، الذين دفعوا ثمن قرب قريتهم من الجبل فجعلها مأوى للهاربين من الأحكام.
تعرض أهالى القرية للظلم مرتين، دفعت خلالهما من دماء أبرياء على يد المجرمين من سكان القرية ومطاريد الجبل وعلى يد الأمن أثناء تطهيرها، وكثيراً ما بحثوا عن الأمن ليخلصهم من مأساة الظلم منذ ثورة يناير بعد أن أصبحت القرية ملجأ لكل هارب من العدالة، فيتعرض الأهالى للظلم وفرض الإتاوة كلما حاولوا طلب النجدة من الأمن.
لكن ماذا حدث أمس الأول.. مع أول هجوم للأمن على القرية لتطهيرها من العناصر الإجرامية التى قامت بمقاومة الشرطة ما تسبب فى استشهاد اثنين وإصابة اثنين من الشرطة؟ قامت الشرطة بالانتقام من كل من تراهم أعينها.
كانت الشرطة قد شنت حملتها للقبض على أبوزيد فتحى جاد، 55 سنة، عاطل هارب ومحكوم عليه بالإعدام فى القضية رقم 12686 ج الفتح لسنة 2011 قتل، ومؤبد فى القضية رقم 6383 ج الفتح لسنة 2011 قتل، وتم ضبطه وبحوزته بندقية، وضبط على أحمد فتحى منصور، 30 سنة، عاطل، وشهرته على شاطى، زعيم التشكيل العصابى وتاجر أسلحة، وتم ضبطه وبحوزته رشاش جرينوف، محكوم عليه بالمؤبد فى القضية رقم 10139 ج الفتح 2011 قتل، والمؤبد فى القضية رقم 6129 ج الفتح لسنة 2011 قتل، وناصر حسين على، 35 سنة، عاطل، محكوم عليه، هارب من المؤبد فى القضية رقم 10139 ج الفتح لسنة 2011 قتل، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية رقم 173 أمن دولة طوارئ مقاومة سلطات.
كما لقى فرج سليمان حسن، 40 سنة، عاطل، وحسن سليمان حسن، 35 سنة، عاطل، وعيسى نصار نصير، 29 سنة، عاطل، وعلى حسين على، 50 سنة، عاطل، مصرعهم، وهم وغير مطلوبين.[Quote_1]
وقال محمد حسن جاد: «كنا سعداء بقيام الشرطة بمهاجمة البلطجية والعناصر الإجرامية التى تختبئ داخل القرية، التى أصبحت مسرحاً لتجارة الأسلحة والمخدرات لقربها من الجبال، حيث عصابات الهروب والمطاريد، التى لا تستطيع الشرطة القضاء عليها منذ سنوات، إلا أنه فور مداهمة القرية تعاملت الشرطة مع الجميع على أنهم مجرمين، وقاموا بتحطيم أثاث جميع المنازل وتحطيمها وتفتيش جميع المنازل، كما حرقت الشرطة أكثر من عشرين رأس ماشية، بالإضافة إلى أن الأسلحة المضبوطة خرجت من منازل على شاطى وأبوزيد فتحى وناصر حسين».[Image_2]
وأضاف صدام أبوزيد على أن «أخى كان خارجاً ليعرف ماذا يجرى بالخارج، والشرطة أطلقت عليه الرصاص بشكل مباشر وعشوائى، ما تسبب فى إصابته، كلنا نريد عودة الأمن إلا أننا نرفض قيام الأمن بالتعامل معنا على أننا مجرمين».
وتقول زهرة سليمان إن شقيقها الذى قتلته الشرطة دون سبب ليس عليه أحكام قضائية، وكان سيسافر إلى خارج مصر واستخرج التأشيرة للسفر الأسبوع المقبل، وحال إطلاق الرصاص والقنابل الحارقة قام بالخروج للشارع ليعرف ماذا يجرى فحصده رصاص الأمن.
هل حياة ضابطين تجعلهم يقتلون 8 ويحتجزون عشرين ليس كلهم من المجرمين؟! يقولها أحمد سيد على من القرية، «إننا لم نكن نتوقع أن يقوم الأمن بعمل مذبحة فى القرية بهذه الطريقة، لو كانت عودة الأمن ستأتى على حساب حياة المواطنين، فلا بد من وقفة للبلد ورئيسها، وزير الداخلية السابق لم يتعامل مع البلطجية بهذه الطريقة».
وتقول زوجة ناصر حسين: «زوجى كان خارجاً بسلاحه عندما سمع دوى إطلاق الرصاص، إلا أنه عندما رأى الشرطة قام بإلقاء البندقية على الأرض، فأطلقت الشرطة عليه الرصاص فسقط قتيلاً فى الحال، وأصيب شقيقاه».[Image_3]
ومن جانبه، قال اللواء أبوالقاسم أبوضيف، مدير أمن أسيوط، إن «الأمن عندما داهم القرية كان على علم بأن العناصر الإجرامية كانت موجودة وسط أهالى القرية، وتبادلوا إطلاق الرصاص معهم دون سابق إنذار، ما يدل على أن هناك نوايا مبيتة بمقاومة الأمن فور وصوله للقرية، وهو ما اضطر الشرطة إلى التعامل معهم»، وأضاف أن قرية عرب الكلابات من أشهر قرى أسيوط التى تتاجر بالأسلحة، والدليل هو ضبط 10 بنادق آلية وجرينوف، وضبط 20 مشتبهاً فيهم من بين أهالى القرية».