تحكمات الرجال فى عش الزوجية: اللى تحسبه «موسى» يطلع «سى السيد»
تحكمات الرجال فى عش الزوجية: اللى تحسبه «موسى» يطلع «سى السيد»
بالكلام المعسول وبناء قصور فى الخيال، يقضى معظم الرجال فترة الخطوبة، مُبدين إعجابهم بكل ما ترتديه خطيباتهم وما يقلنه ويفعلنه، ويرفع الرجل لواءات الحرية وشعارات تشير إلى تشجيعه لطموحات المرأة، حينها تشعر المرأة بأنها اختارت «السند» المناسب، ولكن تفاجأ معظم الزوجات بتبديد الأحلام الوردية والاستيقاظ على تغيّر مفاجئ فى آراء الرجل الذى ارتبطت به بعد الزواج، ويصبح معترضاً على ما ترتديه أو تقوله، بجانب إبدائه الكثير من التحفظات على عملها، لتفاجأ بما يُعرف بـ«قيود ما بعد الزواج».
تحكمات الرجال فى عش الزوجية: اللى تحسبه «موسى» يطلع «سى السيد»
نوعية الملابس وطبيعة العمل، أول صدامات «مى طارق» مع القيود التى فرضها زوجها فيما بعد، بعد أن كان معجباً دائماً بملبسها ومتفقاً معها على العمل حينما تجد الفرصة المناسبة.
«البناطيل ضيقة» أول اعتراضات زوج «مى» على ملابسها، وطالبها بعدم ارتدائها، على الرغم من رؤيتها أنها غير مفتعلة فى ملبسها، على العكس فقدت الكثير من وزنها بعد الزواج ما يجعل هيئتها غير ملفتة عن ذى قبل، ولكنها توصلت معه إلى حل وسط فى النهار بارتداء «تونيكات» تخفى معظم ملامح ساقيها.
وانتقلت بعدها إلى أزمة العمل، بعد الاتفاق عليه حينما تجد الفرصة المناسبة، إلا أن تعريف كل منهما للفرصة المناسبة كان محل الخلاف، فهو يريدها وظيفة متوافقة مع دراستها كخريجة فى كلية التربية قسم إعلام، وهى ترى أن الوقت لن يسعفها فى ظل وجود طفل صغير، ثم قوله إنه يكفى احتياجاتها وليست بحاجة لعمل، وتعترض لرغبتها فى العمل وإثبات ذاتها، خاصة أنها لم تقصر فى حقه أو حق بيتها وطفلها، ولكنها نجحت فى إقناعه بالالتحاق بوظيفة فى النهاية.
ترى «مى» أن الزوج ليس دائماً مَن يفرض القيود من تلقاء ذاته، فأحياناً لفت نظر بعض المقربين إليه من طريقة ملبسها أو أى شىء آخر يلفت انتباهه، ويطالبها بالتغيير حتى يرضى الآخرين، وتُرجع السبب أيضاً إلى قصر فترة الخطوبة فلا تتيح للطرفين النقاش فى كل المواضيع بما يكفى حتى يفاجأوا بالاختلافات فيما بعد.
وتقول هدير أبوزيد، إن سبب ذلك التغيّر هو الفتاة ذاتها، التى تردد دائماً عبارة «لا مايمشيش كلامه عليا قبل الجواز لما أبقى فى بيته يبقى يقول اعملى وماتعمليش»، لذا تصطدم بعد الزواج بالأمر الواقع، وتفادياً لذلك بعد أن رأته يتكرر مع العديد داخل دائرة علاقاتها، عملت على الاتفاق مع زوجها منذ الخطوبة على «كل اللى عايزينه»، ووضع شروطه لكنها بالنهاية «ضحكت عليه»، حينما وافقت على كل ما يقوله، وفتحت النقاش مرة أخرى بعد الزواج، وتغيّرت بعض الأشياء لصالحها وأخرى بقيت على ما أراده زوجها قبل الزواج.
شيماء: لا بد من فتح كل الموضوعات الشائكة فى الخطوبة ووضع النقاط على الحروف
«البنت وشطارتها».. مبدأ رفعته سمر أحمد، التى لم تعترض على تلك القيود لعزمها على الاتفاق على كل تلك الأمور منذ فترة الخطوبة، فترى أن «شطارة البنت تخليها تعمل كل اللى هى عاوزاه طالما مايخالفش لا دين ولا آداب عامة بكل تراضى من زوجها، والرجالة مابتجيش بالعند ولا الأمر الواقع»، هكذا ترى «سمر».
«الماكياج» هو العقبة التى واجهت «هايدى» مع زوجها، فهى تعشق التزين فى البيت وخارجه منذ أن كانت فى بيت أهلها وتتابع آخر ما يُكتب ويوجد بالأسواق يخص «الميك آب» لتقتنيه وتتزين به، وكان فى البداية يعجب زوجها الذى كان زميلاً لها بالجامعة ويردد على مسامعها كل كلام الغزل حول هيئتها وجمالها، إلا أنه بعد الزواج تغّير 180 درجة، وطالبها بعدم وضع مساحيق تجميلية تماماً عند خروجها من المنزل بدافع «الغيرة»، حتى نشأت المشاكل بينهما وكادت تصل إلى الانفصال لرؤيتها بأنه ينتقص من حقها وحريتها، خاصة أنها ترى أنها تضع ما يزينها بمقدار معقول وليست «أوفر»، ولم ترضخ لفكرته بقولها «إنت اتجوزتنى كده، لو مش عاجبك من الأول ماكنتش ارتبطت بيا».
من جانبها، أكدت شيماء إسماعيل، الخبيرة بمجال الاستشارات التربوية والأسرية، ضرورة اهتمام الفتيات بعدة مؤشرات قبل الزواج، كوجوب فتحها «سيرة الشغل» معه وتلاحظ ردود أفعاله، هل يناقشها ويتحدث معها عن طموحاتها المستقبلية فيعطيها مساحة لرسم أحلامها على راحتها، أم ينفعل بحجة أنه لن يُقصر معها وأنها ليست بحاجة إلى العمل، أو يطالبها بإرجاء الحديث فى ذلك الموضوع لوقت آخر.
«مى»: زوجى بدأ يعترض على ارتدائى البنطلونات و«سمر»: المصارحة فى الخطوبة أهم شىء
«فترة استكشافات».. ذلك التعريف الأمثل الذى تطلقه «شيماء» على مرحلة الخطوبة، مشيرة إلى أنها لم تكن مخصصة لـ«الخروج والفُسح» فقط، بل هى فترة تحليل لشخصية الشخص الذى سيصبح شريكاً لحياتها فيما بعد ولا تقول «هبقى أقنعه بعدين»، لافتة إلى أن الفتاة لم تفحص ما وراء كل كلمة يقولها ولكنها تظل يقظة للقضايا التى تشغلها وتعمل على طرحها دائماً، ومن الضرورى استشارة الأهل أو شخص تثق به فيما يقلقها وكيفية مناقشته مع خطيبها حتى لا تصطدم بعد الزواج، وضرورة المصارحة بين الطرفين وتعبير كل منهما عما يقلقه للآخر، وإذا ما تم اتفاق بينهما على العمل أو شكل ملبسها وما إلى ذلك يجب وجود شهود من الأهل حتى يكون «كلام رجالة» حينما يحيد عنه يجد من يذكره بما قاله. أما إذا لم تتفق الفتاة على أسس حياتها قبل الزواج مع شريك حياتها، واصطدمت بآرائه بعد ذلك، ترى خبيرة العلاقات الأسرية، أنها لا تملك سوى التفاهم معه وإمكانية نجاح ذلك معقولة إن كان الزوج شخصية مرنة، أما إذا كان عنيداً لدرجة كبيرة فيصعب سلك هذا الأمر، وحينها لن تستطيع خوض نقاشات معه بسبب شخصيته أولاً، ثم انبهارها بفترة الخطوبة وعدم وضع أطر لمستقبلها معه وتستسلم للأمر الواقع.
هدير أبوزيد
هايدى