تنظيف الفسيخ.. «سبوبة» من السنة للسنة
الإقبال كبير على شراء الرنجة والفسيخ
داخل محل كبير بوسط سوق سليمان جوهر بالدقى لبيع الأسماك المملحة يجلس يسرى سالم، 22 عاماً، مرتدياً تيشيرت أسود ممسكاً سكيناً بيده اليمنى، وسمكة فسيخ بيده اليسرى لتنظيفها، وهو يقول: «الزبون بعد ما بيشترى كمية الفسيخ اللى عايزها بييجى هنا علشان ننضفها له، الفسيخ لازم يكون مخلى جلده، بنمسك السمكة من بطنها ونمشى طرف السكين بين اللحم والجلد لحد ما نوصل لظهر السمكة، وبعد ما بعزل الجلد عن اللحم بفتح بطنها وأنظفها من جوه وأقطع الديل والراس وأمسك السمكة من راسها وأشد الجلد والديل وأرميهم، وبعد ما بخلص تنظيف بقطع السمكة الكبيرة 3 قطع والوسط قطعتين وبحط الكمية اللى نضفتها للزبون فى علب فويل لو هياكها بعدها بيوم أو 2، ولو هيخزنها لفترة طويلة بحطها فى علبة بلاستيك وزيت علشان يحافظ على لونها ويخفف ملحها، علشان الفسيخ لو قعد كتير بعد تنظيفه من غير زيت لونه بيتغير وملحه بيزيد».
«محمود»: «بنشتغل فى شم النسيم فى تنظيف الملوحة والرنجة مرة واحدة كل موسم».. و«آمال»: سعر الرنجة زاد 4 جنيه عن السنة اللى فاتت»
إلى جوار «يسرى» يقف محمود أحمد، 20 عاماً، يقول وهو ممسك بيده سمكة رنجة: «بنشتغل هنا فى عيد شم النسيم علشان ننضف الفسيخ والملوحة والرنجة، ودى شغلانتنا وإحنا مبسوطين وبنشتغل علشان دى فرصة بتيجى مرة واحدة فى السنة»، ويضيف: «تنظيف سمكة الرنجة بيختلف عن تنظيف الفسيخ، بامسك الرنجة وأفتحها من ضهرها، وبسلخ جلدها بإيدى وبقطع ديلها وراسها وبفتح بطنها أطلع منها البطارخ وأنظفها وبعد كده بحط الرنجة فى طبق فويل لوحدها والبطارخ فى طبق فويل صغير وبغلفها وبديها للزبون».
يلتقط طرف الحديث عمرو زيدان، 19 سنة، ويقول: «السردين والملوحة لازم يتقشروا علشان جلدهم مش بيتشال، بفتح سمكة الملوحة بعد ما أقشرها وأنضف بطنها من جوه وبقطع الراس والديل والزعانف وبحطها فى علب فويل وأغلفها بكيس بلاستيك»، ويضيف: «تنظيف سمك السردين نفس الحكاية بنقشره ونقطع الديل والراس وننضَّف بطنه من جوه ونلفه فى علب فويل»، ويتابع: «فيه ناس مش بتحب الفسيخ مخلى وبتيجى لنا هنا علشان نقشره زى الملوحة والسردين».
ويقول محمد أحمد، 21 سنة: «أكل الفسيخ والرنجة والملوحة مزاج عند الناس، ومش بنلتزم بطريقة معينة فى تنظيف السمك المملح، كله بيكون حسب رغبة الزبون ومزاجه فى الأكل، فيه ناس بتحب الملوحة مخلية ومقطعة، وفيه ناس بتحبها مقشرة ومش مقطعة، والرنجة فيه ناس بتحبها مسلوخة وفيه ناس بتحبها مدخنة على النار». وعلى جانب المحل تقف آمال عبدالرحيم، ربة منزل، 55 سنة، تنتظر جارتها التى خرجت معها لشراء الفسيخ احتفالاً بعيد شم النسيم، وتقول: «اشتريت كيلو رنجة دلعة بـ24 جنيه، ومش هشترى فسيخ وملوحة علشان مش بنحب أكلهم»، وتضيف «الأسعار حلوة بس كيلو الرنجة غلى 4 جنيه عن السنة اللى فاتت».
وتقول رضا عبدالحميد: «طبعاً الرنجة والملوحة والفسيخ أسعارهم زادت السنة دى عن السنة اللى فاتت، بس لازم نشترى، دا موسم ولازم نشترى رنجة وملوحة مهما كان سعرها، دا عيد بييجى مرة واحدة فى السنة».