أهالى «الشبول» يودعون أماً و5 من أبنائها لقوا مصرعهم اختناقاً بعادم مولد الكهرباء
اكتست قرية الشبول، التابعة لمركز المنزلة بالدقهلية، بالسواد حزناً وحداداً على مصرع عائلة «عنتر» أم و5 من أبنائها اختناقاً بعادم مولد كهرباء داخل منزلهم بالقرية.
وشارك المئات من أهالى القرية فى استلام الجثث من مشرحة مستشفى المنزلة المركزى وهم: انتصار أبوالسعود شلبى «47 سنة ربة منزل»، وأبناؤها الخمسة محمد متولى الحسينى عيد عنتر «26 سنة صياد» وأشقاؤه المتولى «23 سنة»، والحسينى «14 سنة»، وكريمة 16 سنة»، وإيمان 20 سنة»، ونقلهم إلى القرية التى خرجت عن بكرة أبيها فى انتظار وصول جثث الضحايا.
وما إن وصلت السيارات إلى القرية حتى سارع الشباب فى حمل النعوش رغم المطر الشديد والوحل الذى غطى الأرض، وفى مشهد جنائزى مهيب علا فيه صوت النحيب والصراخ والبكاء الهستيرى تحركت الجنازة.
إلى المسجد الكبير بالقرية وقف الشيخ سيد زورمبة، إمام وخطيب المسجد، وأكد أن ما حدث فى القرية موعظة للجميع؛ لأن الموت لا مفر منه وهذا الحادث لم تره القرية من قبل وعلى الجميع أن يسامحهم ويدعو لهم بإخلاص.
وأطال الشيخ سيد زورمبة فى الدعاء للمتوفين بأن يتغمدهم الله فى مستقر رحمته وهو ما أبكى جميع من بداخل المسجد وخارجه[Quote_1]
وللمرة الأولى منذ سنوات خرجت نساء القرية وعندما مرت الجنازة من أمام البيت الذى وقع به الحادث علا صراخ النساء وحاول بعض الرجال تهدئتهن، وسقطت فاطمة المتولى، الأخت الكبرى للضحايا، على الأرض مغشياً عليها عندما شاهدت أمها وأشقاءها الخمسة محمولين جميعاً إلى المقابر وحاولت النساء إفاقتها وكلما أفاقت صرخت من جديد وهى تقول «هتسيبونى لمين بعدكم أنا ما ليش حد غيركم خدونى معاكم» وظلت تنادى عليهم كل واحد باسمه وهى تقول «كده يا أمّه تروحى لأبويا انتى واخواتى وتسيبونى لوحدى طب خدونى معاكم اندفن فى وسطكم بدل ما أعيش فى الدنيا كده».
وقالت فاطمة المتولى: «الأخت الكبرى»: سهرت فى المنزل مع أمى وأشقائى وكانت الكهرباء مقطوعة من العصر ومع دخول الليل قاموا بتشغيل مولد الكهرباء الاحتياطى وعندما ذهبت للاطمئنان على أمى وأخواتى فى الصباح وجدت أمى وشقيقتى الصغرى على سريرهما لا تتحركان فأسرعت إلى غرفة محمد شقيقى فوجدت بجواره المتولى لا يتحركان أيضاً ونظرت إلى شقيقتى فرأيتهما نائمتين على وجوههما على طبلية فى الصالة وأمامهما بقايا طعام.
وأضافت: محمد أخى الأكبر كان يستعد للزواج الشهر القادم وكان ينتظر ذلك اليوم الذى يصبح له فيه أسرة وبيت وأيضاً شقيقتى إيمان كانت مخطوبة وتوفى أبى منذ 5 شهور فقط وكان هو العائل لنا.
وأكد أهالى القرية أن ما حدث نتيجة تجاهل المسئولين لأحوال القرية، فالكهرباء ظلت مقطوعة عن القرية فى هذا اليوم لأكثر من 15 ساعة فقامت الأسرة بتشغيل المولد الكهربائى وناموا وتركوه.
وفى سياق متصل، أكد التقرير المبدئى للطبيب الشرعى أن الوفاة بسبب إسفكسيا الخنق بأول أكسيد الكربون[Quote_2]
وأعلن أهالى القرية مقاضاة شركة الكهرباء ومطالبتها بتعويض كبير لأنها السبب فى الحادث نتيجة انقطاع الكهرباء.