"الهضبة الغربية" مشروع الأمل لأسيوط.. بدأه مبارك.. ووافق عليه "العسكري".. و"كشك" يتخذه شو إعلامي
خمس سنوات والهضبة الغربية بمحافظة أسيوط حبر علي ورق وتعاني من روتين، اعتاد عليه المصريون لسنوات طويلة على الرغم من انتظار جموع الفئات في أسيوط سواء الشباب، أو الأثرياء، وحتى الفقراء لهذا المشروع الذي سيغير من محافظة أسيوط والذي يمثل "الحلم والأمل"، ويزيد من حجم المدينة 10 أضعاف، ويوفر الآلاف من فرص العمل، كما سيخفف الضغط المروري داخل المدينة، كما سيوفر على الأقل خلال المرحلة الأولى 6 آلاف وحدة سكنية للشباب المقبل على الزواج، إلا أنه لم يكتب له حتى الآن أن يتحول من حبر على ورق إلى مشروع على أرض الواقع.
بداية اكتشاف الهضبة:
كشف تقرير خبراء جامعة أسيوط، منذ ما يزيد عن 6 سنوات، بدراسة مشروع إنشاء محور هضبة الجبل الغربي عن أن الهضبة بالكامل ممهدة لإنشاء طرق، ووصف التقرير، المحور المروري المقترح بأنه نقطة إنطلاق تاريخية لمدينة أسيوط نحو مستقبل زاهر حيث يمكنها لأول مرة من كسر حصار الجبل الغربي واكتساب مجال جديد تتوسع من خلاله عمرانيا واقتصاديا ويقدم نموذجا يحتذى للمحافظات الأخرى، وأوصى بسرعة إنجاز الموافقات المطلوبة من الجهات الرسمية حتى يمكن استكمال الدراسات التفصيلية والمحددات الهندسية للتنفيذ.
وكشف تقرير الخبراء، عن مميزات أخرى للمحور المروري الجديد بعدما تبين أن الهضبة التي تقع على الطرف الغربي لمدينة أسيوط، وعلى مسافة لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن قلب المدينة، تتمتع بسطح مستوٍ تبلغ مساحته 10 أضعاف مدينة أسيوط الحالية، ويمكن توفير بنيته الأساسية وإنشاء تجمعات عمرانية جديدة تعيد توزيع الخريطة السكانية في قلب الصعيد، والحفاظ على الرقعة الزراعية وإيقاف الزحف العمراني عليها، وخفض أسعار أراضي البناء والوحدات السكنية بعدما ارتفعت أسعارها بشكل جنوني، كما يساهم المشروع في حل الاختناقات المرورية داخل مدينة أسيوط، من خلال ربطه بالطريق الدائري الحالي إضافة إلى تشجيعه للاستثمار السياحي فوق الهضبة وعلى منحدرات الجبل الغربي، أيضا اتصاله المباشر بالطرق الرئيسية السريعة (الطرق من أسيوط إلي سوهاج، والقاهرة، والخارجة) بالإضافة إلى مطار أسيوط الدولي.. وربطها بالجانب الآخر الذي يضم الطريق الزراعي "القاهرة - أسوان" والصحراوي الشرقي وطريق سفاجا.
المشروع في عصر مبارك.. والعسكري.. والإخوان..
وافق الرئيس المخلوع مبارك في عام 2007 على تنفيذ المشروع، بعد تقديم دراسة كاملة للمشروع، وإمكانيات توفير اعتمادات مالية للبدء في تنفيذه، وقام اللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط الأسبق بجهد كبير خلال هذه الفترة لتوفير كافة الإمكانيات التي تساعد على البدء فيه.
وعقب الثورة خاطب اللواء السيد البرعي المحافظ السابق لأسيوط، وأعلن عن صدور قرار بموافقة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق المشير محمد حسين طنطاوي بإعادة تخصيص المساحات المملوكة للدولة والتي تبلغ 3743 فدانا وتعادل 15 كم مربع لصالح محافظة أسيوط؛ لاستخدامها في إنشاء مجتمع عمراني متكامل بمنطقة الهضبة الغربية، طبقا للقواعد والقوانين الحكومية السارية على أن تعتمد التصميمات النهائية من هيئة التخطيط العمراني، وأكد أن الخطوات التي تحققت حتى الآن هي نتاج جهد متواصل لمحافظ أسيوط السابق بدءا من اللواء نبيل العزبي صاحب فكرة المشروع الذي قطع خطوات ملموسة في سبيل تحقيق الحلم وتخصيص المساحة كاملة لإنشاء المدن السكنية وتغيير خريطة مدينة أسيوط بالكامل وجلب استثمارات كبرى تساعد على انتشال محافظة أسيوط من الفقر، والبطالة.
مشروع الهضبة يغير خريطة مصر بالكامل..
يمتد الطريق عبر الهضبة بطول 17 كيلو متر ليوفر بوابة جديدة لكبرى مدن الصعيد ويختصر الطريق إلى مطارها الحديث الذي تكلف نحو 400 مليون جنيه إلى النصف تقريبا علاوة على خدمته لأهداف استراتيجية بالربط بين محاور الحركة إلى القاهرة وأسوان وإلى ساحل البحر الأحمر والوادي الجديد شرقا وغربا ويفتح المجال لإحياء درب الأربعين ذلك الطريق الفرعوني الذي يربط أسيوط بدارفور والفاشر بغرب السودان وانتقلت عبره في عصر النهضة المصرية حركة التجارة والعمران إلى قلب إفريقيا.
محافظ أسيوط يتخذ الموقف شو إعلامي ولا يوجد خطوة على أرض الوقع..
منذ تعيين الدكتور يحيى كشك محافظا لأسيوط، وفي كل مناسبة أو اجتماع أو مؤتمر تطالبه جميع الفئات الأسيوطية، مثقفين، وفقراء، وأثرياء، بالبدء في هذا المشروع لدفع عجلة التنمية بالمحافظة، ولتوفير فرص العمل، وتخفيف الضغط المروري عن المدينة التي لا تبعد عنها الهضبة إلا بـ 6 كيلو مترات، والمستثمرون ورجال الأعمال يرغبون في المشاركة في المشروع العملاق، والشباب يبحثون عن سكن للزواج، ومع ذلك اكتفي كشك بنشر أكثر من خبر عن البدء في مشروع الهضبة الغربية واتخذها "شو إعلامي" كلام علي ورق فقط ، ولم تتم خطوة واحدة على أرض الوقع، والجميع ما زال ينتظر "مشروع الأمل".
خبير بهندسة الطرق: 140 مليونا تضع اللبنة وتفتح الطريق..
وقال الدكتور حسن يونس مستشار الطرق لمحافظة أسيوط، إن تكلفة المشروع تبلغ حوالي 140 مليون جنيه إضافة لنزع ملكية نحو 40 فدان، حيث يمر المسار المقترح مزدوجا من كوبري أسيوط العلوي مرورا بخلف مناطق المعلمين والأربعين ووصولا إلى مخر السيل بقرية درنكة بطول 6 كيلو مترات حيث ترشح الدراسات، الاستفادة من المخر كمنطقة صعود للطريق إلى أعلى الهضبة بأقل التكاليف الممكنة.