محاكمة مبارك | أم الشهيد مصطفي الصاوي: ابني مات عشان يتصلح حال البلد ومبارك لازم يتعدم
كل ما تركه مصطفى الصاوي لوالدته مسجد يحمل اسمه وطلبة حفظوا القرآن على يده، وانضم إلى إخوته في التحرير يوم 28 يناير 2011 للمطالبة بـ"عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية"، فلم تره أمه مرة أخرى، ولا رأت العيش أو الحرية، وتجلس في انتظار العدالة الاجتماعية السبت المقبل.
مصطفى، شهيد يوم جمعة الغضب، شاب "إخواني" تخرج في كلية التجارة، وعمل في إحدى شركات التكييف. تحكي أمه المشهد الأخير الذي يرافقها دائما ولا يفارق ذاكرتها، قرر مصطفى الانطلاق مع مسيرة مصطفى محمود بعد صلاة الجمعة لينضم إلى زملائه في الميدان، حاولت والدته كثيرا إقناعه بألا ينزل لكنه استطاع الحصول على رضاها قائلا "هنزل علشان حال البلد ينصلح".
تنتظر فايزة عبدالحميد، والدة الشهيد، يوم السبت المقبل، الذي سيشهد محاكمة مبارك، بترقب شديد، "ويا رب حال مصر يتعدل زي ما قال مصطفى ياما يبقى مات من غير سبب"، وعلى الرغم من أن فايزة لا تحضر محاكمات قاتلي الثوار في العموم "أصل أبوه راح مرة والشرطة ضربته"، إلا أنها تتمنى حضور هذه المحاكمة، لكن بعد المسافة قد يعوقها "سعتها هتفرج عليها في التلفزيون".
لن يشفي غليل فايزة سوى أن ترى أولاد مبارك يعدموا "لازم ولادوا يتعدموا قدام أمهات كل الشهداء زي ما ولادنا ماتوا قدام كل البشر"، صحيح أنها لم تنزل للميدان من قبل بسبب مرضها، إلا أنها قررت أن تهزم المرض هذه المرة وسوف تنزل الميدان إذا حصل مبارك على البراءة.
لدى فايزة لديها 3 أبناء وبنتين، فقدت أحدهم في الثورة، لكنها حمدت ربها على ابنها الثاني، الذي على الرغم من وجوده بجانب أخيه وقت الاستشهاد فإنه عاد سليم "نسبيا"، حيث أصيب إيهاب شقيق مصطفى بأربعين خرطوشة في يده جعلته يترك وظيفته كمحامي مستقل ويبدأ في العمل لدى أحد المحامين.
إيهاب هو الذي روى لوالدته عن كيفية استشهاد ابنها الأصغر .. فوق كوبري قصر النيل بين الأسدين، وعقب آذان العصر قرر مصطفى أن يؤم المتظاهرين في الصلاة كعادته، فقد تعود أن يؤم المصليين في مسجد الحصري وينصت المصلون لتلاوته في خشوع، لكن هذه المرة لم يعطه ضابط الشرطة الفرصة وطالبه بالنزول من على الكوبري، فرفض مصطفى طالبا منه أن يتركهم يؤدوا الصلاة أولا، لم يرد الشرطي عليه لكن ردت رصاصته التي انتشرت في جسد مصطفى وتركته ملقى على الأرض يردد الشهادة، وسقط أخاه بجانبه فاقد الوعي.
بحكم انتمائهم لجماعة الإخوان أسرة مصطفى انتخبت أعضاء الجماعة في مجلس الشعب ومرشح الجماعة محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، فأم مصطفى ترى فيهم الأمل حتى "تنصلح أحوال البلد" الهدف الذي مات من أجله ابنها.
ترفض فايزة فكرة مقاطعة الانتخاب وترى فيها فرصة لنجاح بقايا النظام السابق "ويبقى كده ولادنا ماتوا بجد"، فهي تدعو كل أمهات الشهداء للنزول وإقناع الناس بانتخاب محمد مرسي.