ديفيد شينكر: اقتصاد مصر لن يتحسن بقرارات الإخوان
يوضح مدير السياسات العربية بمعهد واشنطن، ديفيد شينكر، الذى سبق له العمل مستشاراً لوزارة الدفاع الأمريكية، أن «الجماعة» تحظى بشعبية لأنها استفادت من كونها البديل الوحيد والحقيقى لنظام مبارك الاستبدادى. وتابع: «الواقع أن مبارك استهدف المعارضة العلمانية بشكل أشد قسوة من استهدافه للمعارضة الإسلامية التى تنبذ العنف.
والجماعة اكتسبت شعبيتها ومصداقيتها من تقديمها للخدمات الاجتماعية المهمة لكثير من المصريين لسنوات طويلة، كما استفادت كثيراً من شعارها الشهير «الإسلام هو الحل»، لكن الإخوان بدأوا يكتشفون -بعد دخولهم الحكم- أن الحلول لمشكلات مصر صعبة جداً ولا يمكن اختزالها فى هذا الشعار؛ فحرص الجماعة على فرض أجندتها الإسلامية على مصر فى الفترة الماضية -والكلام لـ«شينكر»- دفعها لاتخاذ عدة خطوات لم تحظَ بإجماع كل المصريين ورضاهم، وترتب على ذلك إقصاؤها للقوى غير الإسلامية والأقباط طبعاً، ما أثار قلقاً كبيراً فى الغرب.
واقتصاد مصر المتداعى لن يتحسن بهذه القرارات، ولست واثقاً الآن إذا كانت الجماعة -التى تواجه ضغوطاً من السلفيين- ستكون قادرة على علاج مشكلات مصر ببراجماتيتها المعهودة أم ستجاريهم فى تشددهم! فالإخوان يدركون تدريجياً أن ممارسة الحكم أصعب بكثير من البقاء فى صفوف المعارضة، وإذا حاولت الجماعة مواصلة وسائلها غير الديمقراطية لتحقيق برنامجها الإسلامى، فلن تكون قادرة على تحقيق الاستقرار وإعادة الأمن، وجذب الاستثمار الأجنبى المباشر، والمساعدات الخارجية، والسياح الأجانب.. وهى جميعاً شروط ضرورية لتحسين حياة ما يقرب من 50٪ من المصريين الذين يعيشون على أقل من دولارين فى اليوم.
وإذا لم تنجح فى هذه الملفات فإن مؤيديهم من المصريين -ما لم يحُل الإخوان دون ذلك بوسائل غير ديمقراطية- سيصوّتون لغيرهم، إما من غير الإسلاميين، وإما لحلفائهم من السلفيين على الأقل داخل البرلمان.
ويؤكد أنه فيما يتعلق بمصر، فالصورة ضبابية؛ فبعد نحو عامين من الثورة، ما زالت مصر تعيش مرحلة انتقالية، والسمة الأكثر وضوحاً لهذه المرحلة هى غياب الأمن، سواء فى القاهرة أو فى سيناء، فضلاً عن مؤشرات أخرى مقلقة مثل تدهور احتياطيات العملة الصعبة إلى مستويات خطيرة. وستحتاج الجماعة إلى اتخاذ قرارات صعبة وغير شعبية بشأن الدعم حتى تحصل على قرض صندوق النقد الدولى، وفى حالة اتخاذ مرسى قراراً بخفض الدعم سيواجه احتجاجات غاضبة ضده.
فى اللحظة الراهنة من الصعب أن نتخيل انهيار مصر أو تدخل الجيش مرة أخرى للسيطرة على الحكم، لكن بناءً على المعطيات الحالية، المؤكد أن مصر ستواجه مصاعب اقتصادية واضطرابات لعدة سنوات مقبلة.
الأخبار المتعلقة:
مصر «التائهة».. الصراع المستمر = الفوضى المستمرة
المواطن شريف خيرى: الإخوان كانوا فى السجون أيام الحرب لذلك لا يُقدِّرون قيمة الأرض.. وأولاد أبوإسماعيل «بلطجية»