ألغام "داعش" تعوق دخول قوات نظام الأسد إلى "تدمر" السورية
صورة أرشيفية
أعاقت الألغام التي زرعها تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة تدمر، وسط سوريا، دخول قوات النظام إلى عدد كبير من أحياء ومناطق ومباني المدينة الهامة رغم مرور يومين على طرد مسلحي التنظيم منها، حسب ما كشفت مصادر محلية.
وبات تنظيم "داعش" يتبع، على ما يبدو، تكتيكًا في المناطق التي يشعر بقرب فقدان السيطرة عليها، ويتمثل ذلك في زرع ألغام في طرقاتها وأحيائها وداخل المباني الهامة فيها، من أجل عرقلة تقدم القوات المهاجمة له، في هذه المناطق، وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح.
هذا التكتيك استخدمه مسلحو التنظيم في مدينة تدمر، التي فقد السيطرة عليها، أمس الأول الأحد، وبطرق مبتكرة في هذه المرة.
وحول ذلك، أفادت مصادر محلية في تدمر لـ"الأناضول"، بأن قيام التنظيم بزراعة ألغام في تدمر تسبب في وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف قوات النظام خلال الهجوم على المدينة وبعد السيطرة عليها.
المصادر (التي طلبت عدم الكشف عن هويتها) أضافت أن هذه الألغام تسببت، أيضًا، في إعاقة انتشار قوات النظام في كثير من أحياء المدينة رغم الهجوم الكبير الذي شنته بدعم من ميليشيات شيعية ومستشارين عسكريين روس، ومساندة جوية روسية.
ومن بين الأحياء والمناطق والمباني، التي لم تتمكن قوات النظام من دخولها حتى الآن بسبب كثافة الألغام المزروعة بها، وفق المصادر ذاتها، الحي الأوسط، وبعض المواقع في المدينة التاريخية، ومبنى المقسم الآلي (الجهة المزودة لخدمة الهاتف الأرضي).
ولفتت المصادر إلى أن التنظيم زرع ألغام في المدينة بأشكال مبتكرة، فبعضها تم وضعها في قطع مجوفة من سيقان الأشجار، وأخرى أخذت شكل أحجار تشبه أحجار المنطقة الأثرية في تدمر، إلى جانب ربط الألغام ببعضها بحيث إذا انفجرت إحداها تنفجر جميع الألغام المربوطة فيها.
وذكرت أن تلك الألغام تسببت بمقتل عدد كبير (لم تتمكن من تحديده) من قوات النظام، مقدرة أن نصف خسائر قوات النظام في معركة تدمر كانت نتيجة هذه الألغام.
في سياق متصل، لفتت المصادر إلى أن دمارًا هائلًا لحق بالمواقع الأثرية في تدمر (التي تضم أهم آثار الإمبراطورية الرومانية) بسبب تعرضها لقصف روسي بالصواريخ والقنابل العنقودية، مثل: "قلعة تدمر، والمسرح الروماني"، وقدرت نسبة الدمار في القلعة الأثرية، جراء هذا القصف بأكثر من 50%.
وكان رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غرياسيموف، أعلن أمس، عزم بلاده إرسال خبراء ألغام إلى سوريا، لـ"تطهير مدينة تدمر من الألغام".
وبدعم جوي سوري، أعلن جيش النظام السوري، أمس الأول الأحد، طرد مسلحي "داعش" من مدينة تدمر، في خطوة وصفها بأنه "ضربة قاصمة" للتنظيم الذي سيطر، العام الماضي، على المدينة التاريخية التي تضم بعضًا من أهم آثار الإمبراطورية الرومانية.
ويمثل فقدان السيطرة على تدمر إحدى أكبر الانتكاسات للتنظيم منذ أن أعلن في عام 2014 ما أسماه بـ"دولة الخلافة" على مساحات واسعة من سوريا والعراق.