«قدرة فول» تغنى «أم نورا» عن سؤال اللئيم: «ولا الحوجة لحد»
أم نورا تبيع الفول
20 عاماً وهى تتجول بعربة فول فى شوارع طلخا بالدقهلية، لا تكل ولا تمل من جر العربة الثقيلة المحملة بقدرة الفول، مهنة شاقة لكنها اعتادت عليها منذ سنوات طويلة، هى «زينب» المعروفة بين جيرانها وزبائنها بـ«أم نورا». تفخر دائماً بأنها بائعة الفول، تهلك نفسها فى العمل من أجل توفير دخل يساعدها فى الإنفاق على أسرتها بعد وفاة زوجها: «جوزى كان طباخ، ولما تعب ومابقاش قادر على الشغل، عملت عربية فول ووقفت عليها، اشتغلت عشان أساعده على الأقل فى توفير نفقات العلاج». توفى «جمال» زوجها بعد معاناة طويلة مع المرض فانتقلت «أم نورا» من دور المساعد إلى لعب الدور الرئيسى فى أسرتها: «مات جوزى من 14 سنة ومن ساعتها ماسبتش عربية الفول اللى ساترة بيتى، باتعب من اللف فى الشوارع ومن جر العربية لكن ما باليد حيلة». تداهمها آلام شديدة فى ذراعيها جراء جر العربة من الخلف، وتؤلمها قدماها أيضاً من كثرة السير، لكن لديها سببين قويين يجعلانها تستمر فى تلك المهنة: «العربية مش حوجانى لحد، هى اللى بتصرف ع البيت، ده غير إنى لو قعدت فى البيت أمرض، أنا طول عمرى باشتغل، الشغل زى الرياضة».
تحكى «أم نورا» عن زبائنها: «بقابل أشكال وألوان، فيه الزبون البشوش المبتسم، وفيه الزبون المتعب اللى مش عاجبه حاجة»، مؤكدة أنها اعتادت التعامل مع الجميع على اختلاف طبائعهم. لا تشترى «أم نورا»، كميات كبيرة من الفول: «على قد مصاريفى بس، وعلى قد الزبائن»، وتراعى ظروف زبائنها حتى لو فاصلوا معها: «الحياة صعبة، والأسعار أحياناً بتعلى وأحياناً بتنزل، وفى حالة ارتفاعها أنا مابغلِّيش على الناس مراعاة لظروفهم». تعود «أم نورا» بعد يوم طويل وشاق إلى منزلها لا لترتاح بل لتواصل العمل فى غسل قدرة الفول ثم تحضير الفول الذى ستبيعه فى اليوم التالى.