«سيد» ضرب «حمودى» على راسه بماسورة حديد لحد ما مات ورمى جثته فى المقابر: «زهقت منه وكان لازم يموت»
جريمة
«حمودى وسيد» مسجلان خطر جمعتهما جلسة سمر لتعاطى الحشيش، وتقسيم 400 جنيه حصيلة بيع المخدرات داخل منزل أحدهما فى منطقة منشأة ناصر، تلك الجلسة لم تستمر سوى 20 دقيقة وسرعان ما انتهت بمقتل أحدهما على يد الآخر، وتخلص القاتل من الجثة بإلقائها فى المقابر التى تبعد عن مسرح الجريمة أمتاراً قليلة.
المتهم: الضحية كان بيطاردنى كل يوم ويطلب منى دفع إتاوة عشان يسيبنى أشتغل على عربية أبويا
4 ساعات فقط مرت على تلك الجريمة حتى تكشفت على يد عجوز يعمل «تُربى» يدعى محمد حسن محمود، 80 سنة، بعدما شاهد جوالين من البلاستيك ملقيين داخل منطقة المقابر، وعندما تأكد من وجود جثة داخل الجوالين أسرع بإبلاغ المقدم على فيصل، رئيس مباحث قسم شرطة منشأة ناصر، الذى انتقل على رأس قوة أمنية من القسم ضمت معاونيه الرائدين عمر زيدان وهانى حداد، وأمينى الشرطة ياسر عبدالمحسن ومحمد صبرى، وبفتح الجوال عثر بداخله على جثة شاب ملفوفة بملابس حريمى وتبين من أعمال الفحص التى جرت بمعرفة الفريق الأمنى أنها جثة المسجل خطر محمد عبدالمنعم مصطفى وشهرته «حمودى» 39 سنة، وتحفظت الشرطة على مسرح الجريمة وأخطر المستشار هشام حمدى المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة.
مناظرة جثة الضحية من جانب فريق نيابة حوادث جنوب القاهرة بإشراف المستشار أحمد الأبرك، أثبتت أن المجنى عليه فارق الحياة متأثراً بإصاباته وهى عبارة عن عدة جروح قطعية بالرأس، سحجات وكدمات متفرقة بالجسد وكانت ملفوفة بـ2 جلباب حريمى ومربوطة بحبل من البلاستيك ملطخ بالدماء، وعقب انتهاء مناظرة النيابة لجثة المجنى عليه قررت انتداب الطب الشرعى لتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة.
جهود الفريق الأمنى الذى أشرف عليه اللواء هشام لطفى رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة، أسفرت عن كشف الجريمة بعد 24 ساعة فقط من حدوثها، وتمكنت المباحث من القبض على المتهم سيد إبراهيم شحاتة، 34 سنة، وبسؤاله اعترف بتفاصيل الواقعة كاملة وشرح للمباحث كيفية تنفيذه الجريمة التى لم تستغرق سوى دقائق معدودة، لكن القاتل قدم رواية أخرى خلال استجوابه أمام المقدم على فيصل رئيس مباحث منشأة ناصر، وبرر جريمته بأن المجنى عليه كان يطارده أثناء عمله على سيارة والده النقل لإجباره على دفع الإتاوات.
«كنت قاعد فى البيت مع أمى بعد ما رجعت من الشغل ولقيت الباب بيخبط ولما فتحت لقيت حمودى واقف فى وشى وقالى عاوز منك 50 جنيه»، بتلك الكلمات بدأ القاتل «سيد» اعترافه بتفاصيل جريمته أمام فريق المباحث الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية، قائلاً إنه اصطحب المجنى عليه داخل غرفته من أجل تناول كوب من الشاى، وأثناء حديثهما أخرج الضحية قطعة حشيش من طيات ملابسه لتعاطيها مع المتهم الذى خرج من غرفته وطلب من والدته الذهاب لشراء فاكهة فراولة من بائع اعتاد الوقوف بعربة كارو فى محيط المنزل.
«زهقت من حمودى ومضايقاته فقلت أخلص منه بالمرة، ولما أمى خرجت من البيت دخلت المطبخ وعملت الشاى وقعدت معاه شربنا الشاى، وبعدها قلت له أنا هدخل الحمام ورحت فاصل الكهربا ومسكت ماسورة حديد بتاعة ميه وضربته على دماغه لحد ما مات»، وبهذه الكلمات واصل القاتل شرح تفاصيل الجريمة أمام الفريق الأمنى الذى أشرف عليه اللواء هشام العراقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، قائلاً إنه هشم رأس المجنى عليه بعدة ضربات قوية على رأسه وصدره حتى سقط على الأرض جثة وسقط فى بركة من الدماء، وعندما تأكد من وفاته دخل إلى غرفة والدته وأخذ جلبابين من الملابس البالية ولف الجثة بهما، ثم وضعها داخل جوالين من البلاستيك بعد أن ربطها بحبل، ونقلها إلى صالة المنزل وتمكن من تنظيف الغرفة وأزال جميع آثار الدماء منها.
«حملت الجثة على العربية النقل اللى ورثتها عن أبويا ورميتها فى المقابر، وكمان غسلت الماسورة الحديد ورميتها فى المقابر برضو بس فى مكان تانى خالص بعيد عن الجثة»، بهذه الكلمات واصل القاتل سرد تفاصيل الجريمة، قائلاً إنه استولى على هاتفين محمولين خاصين بالمجنى عليه قبل أن يتخلص من الجثة، مشيراً إلى أن الجريمة لم تستغرق سوى 6 دقائق وبعدها بدأ رحلة التخلص من الجثة وإزالة آثار الدماء من الغرفة قبل أن تعود والدته إلى المنزل، وبعد انتهاء القاتل من اعترافاته تحرر محضر بالواقعة وأحاله اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة إلى النيابة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
على مدار 6 ساعات قضاها القاتل فى تحقيقات نيابة حوادث جنوب القاهرة التى باشرها المستشار شريف أشرف مدير النيابة، حكى خلالها تفاصيل جريمته وأرشد عن السلاح المستخدم فى الجريمة، كما استمعت النيابة أيضاً لأقوال التربى مكتشف الجريمة الذى أكد أنه لم يشاهد الشخص الذى ألقى الجثة بل عثر عليها فى الساعة العاشرة من مساء يوم الواقعة أثناء تجوله داخل منطقة المقابر من أجل التصدى لمحاولات سرقة جثث الموتى وبيعها لطلاب كليات الطب.
جلسات السمر وتعاطى المخدرات كانت تجمع القاتل بالضحية على فترات متعاقبة، وتجارة المخدرات أيضاً، لكن رواية القاتل جاءت لتبرير جريمته النكراء، وأن الجلسة الأخيرة لم تستمر سوى دقائق قليلة وقرر القاتل تنفيذ جريمته التى خطط لها من قبل بعدما حاول المجنى عليه الاعتداء عليه بالضرب أثناء خلافهما على حصيلة بيع المخدرات، لكن القاتل نجح فى مغافلة ضحيته وهشم رأسه بماسورة حديدية.
20 جريمة جنائية
20 جريمة جنائية موزعة ما بين السرقة بالإكراه والاختطاف وتجارة المخدرات وفرض الإتاوات، مملوء بها السجل الجنائى للمجنى عليه، المعروف بين أبناء المنطقة بأنه من أشرس المسجلين خطر، وكانت الشرطة تلاحقه لتنفيذ أحكام قضائية صادرة وقرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة فى قضايا لا تزال قيد التحقيقات، وعقب العثور على جثته كشفت المباحث عن هويته بكل سهولة نظراً لصيته لدى رئيس المباحث ومعاونيه.