"الأدباء والكتاب العرب" يعيد انتخاب سلماوي أمينا عاما.. ويؤكد على مواجهة "التهويد" والخطاب التكفيري
أنهى المؤتمر الخامس والعشرون للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أعماله في المنامة عاصمة البحرين، والذي أعاد فيه انتخاب الكاتب محمد سلماوي أمينا عاما للاتحاد بالتزكية لدورة جديدة، كما انتخب البحرين نائبا أول للأمين العام والجزائر نائباً ثانيا، بالإضافة لمساعدي الأمين العام الذين انتخب لهم أربعة اتحادات هي: السودان، فلسطين، المغرب، سلطنة عمان.
وأصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في ختام اجتماعاته، بيانا ختاميا حيا فيه باسم أدباء وكتاب الوطن العربي الثورات العربية، كما أعلن دعمه حق الجماهير العربية في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، ودعا الحكومات والأنظمة العربية بضرورة مراعاة إرادة الجماهير في اختيار حكامها.
وجدد الاتحاد مطالبة الجهات المعنية الرسمية والشعبية في أقطار الوطن العربي كافة، بضرورة التصدي للخطاب التكفيري والإقصائي الذي تكون عناصره مهددة للأمن القومي الثقافي وللوحدة الوطنية، وأن يترافق مع ذلك الترشيد والحكمة.
وأضاف البيان أن الاتحاد يراقب ما يجري في الساحات العربية، بعين المتابع الفخور بالمنجز من ناحية، والقلق من ناحية ثانية لجهة المحافظة عليه من دون تشويه أو استلاب، ومن دون إخضاع لرأي جماعات أو أحزاب، بينما تستبدل أو تحاول أن تستبدل ديكتاتورية الفرد بديكتاتورية التوجه الواحد. وأكد على حق الشعوب في الوصول إلى حقوقها بالوسائل المشروعة.
وأكد الاتحاد العام على ضرورة تكريس فكرة الدولة المدنية، والنظر إليها كمشروع قومي ووطني قابل، بحيث تبنى الدول على أساس مبدأ المواطنة، مع نبذ نزعات التطيف والتمذهب والانحياز إلى العصبيات والمصالح الضيقة.
وأوضح البيان ضرورة مواجهة مخاطر التهويد التي تزداد على القدس فلسطين المحتلة، مع حث قيادات وشعوب الدول العربية، على دعم مقاومة الاحتلال، وتوفير كل ما من شأنه إسناد صمود أهلنا في الأرض المحتلة.
وأشار البيان إلى مقاومة التطبيع، وهو ما وصفه بأنه أحوج ما يكون إلى العمل الجدي، وأوضح ضرورة عمل المؤسسات الوطنية في الدول العربية، على ترسيخ القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى ذات الأولوية المطلقة، مع حشد كل الإمكانيات المادية والمعنوية لنصرة الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه.
ورفض الاتحاد العام خلال البيان التدخلات الأجنبية في أي شأن عربي، كما نظر إلى ما يجري في سورية بقلق شديد، ودعا الاتحاد جميع الأطراف إلى الحرص على صون الوطن واستقلاله.
وطالب الاتحاد العام الأشقاء العرب بضرورة العمل لصيانة وحدة السودان الشقيق واستقلاله الوطني، وذلك بالتأكيد على وحدة ترابه الوطني، حيث هو مستهدف من قوى خارجية على رأسها الكيان الصهيوني، الذي وصل قصف طائراته إلى الخرطوم العاصمة.
وأكد البيان على أهمية الالتزام بقيم الهوية الثقافية العربية من خلال وعي شروط هذه الهوية إزاء التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة من مشاريع تهدد وجودها البنيوي، كما دعا المثقفين والمبدعين العرب إلى الرد على التحدي بأعلى درجات المسئولية القومية والأخلاقية من خلال الحرص الشديد على التزام الحريات العامة.
ودعا المؤتمر العام الخامس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدول العربية كافة، إلى احترام أدبائها وكتابها، فهم ضميرها الناطق، وصوتها المعبر عن همومها وأحلامها.
ومن ناحية أخرى أصدر المؤتمر بيانا عن الحريات في الوطن العربي، رفض فيه التجاوزات والانتهاكات التي حدثت في الأشهر الأخيرة لحرية التعبير والإبداع الأدبي والفني والنشر، وما تعرض له الأدباء والمثقفون من ملاحقة واضطهاد، وصلت في بعض الأحيان إلى حد القتل العمد مثل ما حدث مع الصحفي المصري الشاب الحسيني أبو ضيف.
كما أبدى الاتحاد تخوفه من الاقتتال الطائفي الذي انعكس بصورة أو بأخرى على الكتاب والأدباء، أدى إلى الانشقاق في صفوفهم، كما حدث في البحرين ومصر.
وتابع البيان "في ظل تصاعد محاولات بعض الحركات الأصولية والسلفية والميليشيات المسلحة والطائفية التي تلجأ للحد من الحريات المدنية العامة ومصادرتها، والحد من حرية الفكر والتعبير ومصادرة الكتب أو سحبها من بعض معارض الكتب العامة، فإن الاتحاد العام يرى لزاما عليه التصدي لهكذا سياقات لا تليق بالإبداع والمبدعين"، مضيفا "لا بد من الإشارة إلى أن مداخلات الاتحاد العام في أكثر من مجال أتت أُكلها حيث تم التراجع عن بعض الأفعال التي استهدفت الكتاب، وليس آخرها الإفراج عن الشاعر القطري محمد العجمي".