«ياسين»: الرئيس طالب المثقفين بتقديم حلول عملية لمشكلات مصر خلال شهر
الدكتور سيد يس
وصف الدكتور سيد يس، أستاذ علم الاجتماع السياسى، مدير المركز العربى للبحوث، حوار الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، مع عدد من المثقفين، بـ«الهام، الذى سيكون له تأثير إيجابى على الحالة المصرية». وأشار «يس» فى حوار لـ«الوطن» إلى أن «الرئيس استمع إلى المثقفين وطالبهم بوضع حلول عملية للمشكلات الحادثة، خلال شهر، كما أكد عدم تدخله فى الإعلام، وأنه يتوقع أن يوازن الإعلام نفسه بنفسه وينهى مشكلاته ويحلها. وإلى نص الحوار:
اللقاء أكد أن «السيسى» منفتح على جميع التيارات
■ ما أهم النقاط التى تناولها الحديث مع الرئيس فى لقائه بالمثقفين؟
- استمر اللقاء ثلاث ساعات وتناول موضوعات متعددة، وقد بدأه الرئيس بكلمة افتتاحية رحب فيها بمدعويه، وأوضح أهمية الحوار وإيجاد حلول للمشكلات التى تتعرض لها البلاد، وكنت أول المتحدثين عقب كلمة الرئيس الافتتاحية، وعرضت عدداً من النقاط الأساسية على الرئيس فى كلمتى.
طالبت بحذف مادة «ازدراء الأديان» وعقد مؤتمر لحل أزمة منظمات «المجتمع المدنى»
■ وما النقاط التى عرضتها على الرئيس؟
- أولى النقاط التى عرضتها على الرئيس، هى توصيف الدولة المصرية بصفة جديدة هى «الدولة التنموية»، وأوضحت للرئيس أن تلك التسمية تنطبق على الدولة عقب ثورة 30 يونيو، وانتخاب الرئيس السيسى، ووضع دستور جديد، وانتخاب مجلس النواب، وأشرت إلى أن الدولة التنموية هى التى تخطط للتنمية الاقتصادية وتشرف على التنفيذ بنفسها.
وقد أوضحت للرئيس أن الدولة التنموية لا تستطيع أن تنفذ التنمية بمفردها، فلا بد أن يحدث تجديد مؤسسى، وأن تتحول الأحزاب السياسية إلى أحزاب تنموية تشارك فى وضع خطط التنمية وفى التنمية ذاتها، كما ينبغى أن تُجدد مؤسسات المجتمع المدنى وتصبح مؤسسات تنموية كذلك، فضلاً عن ضرورة تجديد النخبة السياسية ذاتها.
■ هل كانت لك ملاحظات أوضحتها للرئيس، فيما يتعلق بالسياسات القائمة للدولة؟
- كانت لى ملاحظات عرضتها على خطة مصر 2030 للتنمية الشاملة التى أعلنها الرئيس؛ الأولى أن الخطة تضع أهدافاً عامة لتحقيقها، وهناك مشكلات لم تتعرض لها بالتفصيل، مثل معدلات الأمية فى مصر التى تبلغ 26%، ووجود 26 مليون مصرى تحت خط الفقر و18 مليوناً يعيشون فى العشوائيات، وأكدت أنه يجب البدء بهذه المشكلات الأساسية، وأن نستخدم لغة التخطيط ونوضح ماذا نفعل على المدى القصير والمتوسط والطويل، إضافة لمشكلات بطالة الشباب.
■ وما مطالبك التى قدمتها للرئيس؟
- أنهيت كلمتى أمام الرئيس بالتركيز على 4 مشكلات يجب حلها: الأولى الإعلام المريض والدولة المتخاذلة، فبرامج «التوك شو» تحولت إلى برامج تركز على تفاهات الحياة اليومية ولا تركز على المشكلات الكبرى التى يعانى منها المجتمع المصرى، ولا بد للدولة أن تتدخل. وتحدثت عن أهمية حذف مادة «ازدراء الأديان» من قانون العقوبات، لأن مصر دولة مدنية وليست دولة دينية، وفيما يخص منظمات المجتمع المدنى، أكدت أنه بدلاً من التحقيق مع منظمات المجتمع المدنى، فلا بد أن تكون هناك مشاركة من جانب الدولة والمثقفين فى حل أزمة منظمات المجتمع المدنى، وذلك عبر مؤتمر نسمع فيه من مؤسسات المجتمع المدنى عن مصادر التمويل، وأين يتم إنفاقه؟، وهل هناك شفافية أم هناك فساد فى هذا المجال؟، وهل تطبق المنظمات المصرية أجندتها الخاصة، أم أجندة أجنبية؟ كما أكدت للرئيس ضرورة أن يقيم التوازن الدقيق بين الحفاظ على الأمن مع الحفاظ على حقوق الإنسان.
■ وكيف كانت استجابة الرئيس لما قلته أنت وباقى المثقفين؟
- كان الرئيس يدون ملاحظات ويحتفظ بها مع كل كلمة لأحد المشاركين فى الحوار، وكان تعقيبه نهائياً على الجميع، حيث طالب المثقفين بأن يواجهوا المشكلات بشكل عملى ويقدموا مقترحات عملية خلال شهر، ومن جانبى سأقدم كتاباً للرئيس خلال أسبوعين يتضمن رصداً لإحدى عشرة مشكلة وحلولها، ومقترحات بمشاريع قوانين لحل هذه المشكلات.