«مجدى»: ورثت عن والدتى «شقة» وأبناء خالتى استولوا عليها
«مجدى»
8 سنوات وأكثر لا جديد فى حياته، كثيرون يعرفون أنه «صاحب ورث»، لكنه فى حقيقة الأمر «مشرد» وقع ضحية العبارة الشهيرة «يبقى الوضع على ما هو عليه» بعد الاستيلاء على محل إقامته السكنى من بعض أقاربه، «مجدى» الذى خسر كل شىء وهو يترقب أن تتبدل أحواله، سلك كل الطرق لكنها تؤدى لنفس النتيجة، رجل تجاوز الأربعين دون أن يتزوج ولم تسعفه أحواله ليؤسس أسرة، فاضطر أن يظل وحيداً «فى انتظار الفرج».
وظيفة غير ثابتة، سكن مؤقت، ونزاعات لا يجد فيها أى جديد، على الوضع نفسه «مجدى جندى صباح» الرجل الأربعينى الذى يعمل موزعاً لقطع غيار السيارات منذ عام 2009، تغيرت أحواله منذ أن استولى أبناء خالته على شقته التى ورثها هو وشقيقاه عن والدته من منزل العائلة بمنطقة شبرا، بعيداً عن ذكريات الأم وأيام الطفولة التى قضاها فى البيت نفسه كانت «الشقة الحيلة» وفق قوله، هى كل ما تملك، «كانت ممكن تحسن أوضاعنا ودخلنا، ده غير المحتويات اللى كانت جواها واتاخدت غصب، ومنها دهب المرحومة أمى»، رغم محاولاته فى أكثر من جهة من قسم الشرطة إلى النيابة وأخيراً المحكمة، لكن العبارة نفسها التى يسمعها «يبقى الوضع على ما هو عليه» ظلت تتردد حتى لم يعد فى يده حل آخر، «يبقى بيت أبونا ويا ريت الغرب هما اللى طردونا، دول اللى من لحمى ودمى، وبقيت عايش كعب داير».
كملايين غيره، يعانى «مجدى» من تباطؤ الجهات التى قصدها بحثاً عن حقه، «بقت صلتى بالشقة ذكريات إنى كنت عايش هناك، ورغم كل الأوراق اللى معايا، أنا غريب عن بيتى ومحروم منه، ومفيش حاجة بتتحرك رغم الورق اللى معايا، والشكاوى اللى اتقدمت بيها»، يرى أن القانون أصبح «اللى ليه حق ياخده بالدراع» لكنه ينعى حاله: «أنا راجل على قد حالى، مش بتاع مشاكل، لا عارف أحل ودى ولا عارف أحل بالقوة، ولا القانون جابلى حقى».
ما يصعب الموقف على «مجدى» الحالة التى وصل لها داخل شقة بالإيجار فى الهرم، يجلس هو وشقيقه الذى لم يتزوج هو الآخر، بعد أن تزوجت شقيقتهما، الشقيقان فى الوضع نفسه حتى المهنة واحدة «يعنى لو وقفت معايا، تقف معاه، الموسم واحد، شوية نشتغل وشوية نقعد فى البيت»، محاولات كثيرة قصد من خلالها «مجدى» ألا يخسر أقاربه لكن الطرف الآخر ظل متشبثاً برأيه حتى بعد وفاة خالته «اللى واجعنى إن أخت أمى اللى هى فى مقام والدتى قبل ما تتوفى كانت مشجعاهم، ورضيت إن ولادها يرمونا فى الشارع ومفيش صلح»، الأكثر من ذلك معاناة «مجدى» لأنه الوحيد من أشقائه المُصر على عودة حقه رغم «حبال المحاكم» الطويلة، التى كادت تخنقه «كل ما أروح إلى جهة تقولى مش عندى، بقيت بشعر إن كله متواطئ مع كله، وأنا اللى بشيل النتائج كلها فوق دماغى، وهفضل أجرى لحد ما نفسى يتقطع».