«الشاطبى».. شاطئ «الغلابة» تحت سطوة رجال الأعمال
إغلاق شاطئ الشاطبى أمام أهالى الإسكندرية
انتقد أهالى الإسكندرية، إغلاق شاطئ الشاطبى أمام الجمهور، لصالح إحدى المنشآت السياحية، الأمر الذى اعتبروه دليلاً على سطوة رجال الأعمال، ووصفوهم بأنهم أصبحوا يمثلون مركز قوة للتحكم والتأثير فى إصدار القرارات من ديوان عام المحافظة.
وقال عبدالله ماهر، المحامى، 46 عاماً، أحد أهالى منطقة الشاطبى، إن محافظ الإسكندرية أصدر قراراً بإغلاق شاطئ الشاطبى «المجانى»، منذ شهور، بعد بيع كازينو الشاطبى، المهدّد بالانهيار لأسباب فنية، لأحد رجال الأعمال بمبلغ 50 مليون جنيه، الذى حصل بالتبعية على حق الانتفاع بالشاطئ، لافتاً إلى أنه كان الأهم بين كل شواطئ الإسكندرية طوال عقود مضت، باعتباره أقرب شاطئ إلى وسط المدينة، وأفضلها من حيث الاتساع والخدمات، رغم أنه ظل مجانياً حتى تم إغلاقه.
وأضاف: «كنا نستمتع برؤية الأهالى باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، يزحفون من مناطقهم خلال أشهر الصيف، للتمتّع بمياه شاطئ الشاطبى، إلا أن ذلك لم يعد ممكناً بعد أن تم إغلاقه فى وجوههم لصالح رجال أعمال اشتروا كازينو الشاطبى وحصلوا على حق الانتفاع بالشاطئ».
وأوضح أحمد عيد، عامل فى إحدى شركات برج العرب، أن بحر الإسكندرية، لم يعد متاحاً للأسر الفقيرة، بسبب تأجيرها إلى رجال الأعمال، مشيراً إلى أنه قضى معظم سنوات طفولته وشبابه على شاطئ «الشاطبى»، مبدياً انزعاجه من إغلاقه أمام الجمهور وتأجيره لرجال الأعمال. وأضافت سهام فتحى، من سكان منطقة ميامى، إن شاطئ الشاطبى إحدى العلامات المميّزة للإسكندرية كمدينة ساحلية سياحية، طالما كانت المنفذ الرئيسى للمصريين فى شهور الصيف، وكان يأتى إليه المصطافون من كل حدب وصوب، وتابعت: «يبدو أن رجال الأعمال أصبحوا أقوى وأشد وأهم من القرارات الحكومية وتصريحات المسئولين الذين تشدّقوا كثيراً بعدم المساس بحقوق المواطنين الفقراء ومحدودى الدخل».
من جانبه، أكد اللواء أحمد حجازى، وكيل وزارة السياحة والمصايف بالإسكندرية، إن شاطئ وكازينو الشاطبى التاريخى تم طرحهما فى مزايدة عام 2010، وبالفعل رسا العطاء على أحد رجال الأعمال، ولم يستفد من الشاطئ منذ عام 2011، ومع ذلك قام بضخ استثمارات بنحو 50 مليون جنيه لإعادة هذا الكازينو التاريخى للعمل مرة أخرى، مضيفاً أن الكازينو كان مهدداً بالانهيار بسبب تآكل أساساته، إلا أن رجل الأعمال قام بإعادة بناء أساساته باستخدام أحدث الوسائل الهندسية، من أجل ترميمه وتجديده وافتتاحه من جديد.
وأشار إلى أن بعض البلطجية استولوا على الشاطئ بالإشغالات، مما دفع رجل الأعمال إلى تقديم شكاوى، وتم شن حملة إزالة موسّعة لإزالة تلك الإشغالات وتسليمه إلى المنتفع. وأضاف «حجازى» أن شاطئ الشاطبى كان يُدار بطريقة عشوائية من قبَل هؤلاء البلطجية دون توفير عوامل أمن وسلامة للرواد، كما تمت مصادرة المعدات الخاصة بهم وتسليم الشاطئ إلى الشركة المستأجرة لحمايته، لحين الانتهاء من مشروع تطوير الكازينو وافتتاحه أمام الجمهور.