تضحية «محمد» من أجل «صبر»: «أمى اسم على مسمى»
«محمد» مع والدته «صبر»
كرّس حياته بأكملها لوالدته، وقرر أن يُضحى بكافة حقوقه من أجلها، وَدَّ لو أعطاها جسداً تعيش به كى يخفف من آلامها الحادة التى رافقتها 10 سنوات حتى حولتها إلى جثة هامدة ملقاة على سرير متهالك، لا يبث فيها الروح سوى صوت هذا الابن الذى تخلى عن كل شىء لأجلها.
تخطى الـ46 عاماً ورفض الزواج وتفرغ لخدمتها
رغم بلوغ «محمد» الـ46 عاماً إلا أنه ما زال يأبى الزواج، آثر أن يقضى حياته إلى جوار والدته «صبر»: «أبويا مات وأنا عندى 10 سنين فتحت عينى عليها وقفت جنبى وتعبت علشانى كتير، لما جوزت أخواتى البنات ماحدش فيهم سأل عليها ولا يعرف عنها حاجة، مش مهم عندى أتجوز ولّا أبنى أسرة، مااقدرش أسيبها لوحدها ولا أتجوز معاها فى الأوضة لأن راحتها أهم من كل حاجة». صمت يخيم على الغرفة يقطعه صوت استغاثة وآهات متتالية بين الحين والآخر، ينتفض الابن مسرعاً ليطلب سيارة الإسعاف لتسارع بإنقاذها، تعانى «صبر» من جلطة بالمخ وعجز فى جميع أنحاء جسدها وتحتاج إلى تجديد علاجها كل 15 يوماً.. ويضيف: «أنا اللى بغسل الهدوم وبنشرها وبعمل الأكل، بنضّف الأوضة كمان وبمسحها، كل ده مش فارق معايا، عاوز أمى تبقى بصحة كويسة وربنا يباركلى فى عمرها لأنى مقدرش أعيش من غيرها».