رضينا بـ«الهم»
سعدية
تجلس وحيدة أمام فرشة خضار فى إمبابة، منذ عام 1970، لم تتغير جلستها، فى ذلك العام توفى زوجها، ومن وقتها وهى تحمل هم الإنفاق على ابنها.. يومياً سواء فى عز الحر أو فى البرد القارس، تجلس فى انتظار زبون، أحياناً يأتى وأخرى لا يأتى، كبر ابنها «محمد» وتزوج وأنجب، ولا تزال تتحمّل مسئولية الإنفاق عليه، بل زادت المسئولية وأصبحت تحمل هم زوجته وأبنائه بعد أن أصيب بمرض: «ابنى عنده الكلى والكبد، باشتغل علشان أجيب له الدواء»، تقولها «سعدية حمودة»، التى تخطت الـ75 عاماً، ولا تزال تعمل. لا تشعر بتعب إلا وهى تحمل بضاعتها وتهم بالرحيل: «تعبانة خالص، باتعب من المشى والقعدة، مش عارفة آخد نفسى». تغيرت الحياة كثيراً بعد وفاة زوجها، كان يعمل فى المدبح، لم تكن تتخيل أنها ستكون وحيدة تواجه صعوبات الحياة، وتقوم بدور الأم والأب والجد والجدة: «الطريق صعب، والحياة بتتبدل فى لحظة، بس هنعمل إيه، جوزى اللى كان بيساعدنا مات فى لحظة، والدنيا كلها اتغيرت، وشلت الحمل بنفسى من 44 سنة».