«الوطن» فى منزل أم الشهيد محمد مصطفى بعد أن اعتدى الإخوان عليه وحطموا ورشتهم لرفضهم للدستور
«هددونى بابنى الثانى عشان بينزل فى مظاهرات ضد الإخوان وعشان رافضين الدستور، ولما أبوه زعّقلهم جابو بلطجية وكسّرولنا الورشة بتاعتنا فى بحرى وحاولوا يعتدوا عليه بس هو هرب واستخبى فى السندرة».. بهذه الكلمات بدأت أم الشهيد محمد مصطفى عبده، شهيد ثورة 25 يناير الذى كان طالباً بكلية التجارة، حديثها لـ«الوطن»، لتحكى قصة الاعتداء عليهم من بعض العناصر التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، بسبب رفضهم للدستور الجديد وخروج ابنهم الآخر عبده، بالصف الثانى الثانوى، فى المسيرات المعارضة لمرسى.
تقول أم الشهيد: ابنى محمد كان طالب فى تانية تجارة لما استشهد يوم جمعة الغضب عند المسجد بجوار قسم شرطة الجمرك، وحصلت على العديد من الدروع والتكريمات الخاصة به من المجلس العسكرى والجامعة والدكتور الجنزورى.[Quote_1]
وأضافت: بعد أن تولى مرسى الرئاسة دعانا عنده بالقصر مع مجموعة من أسر شهداء السويس والقاهرة ووعدنا بإعادة حقوق أبنائنا والقصاص من قتلتهم وهو، ده فعلاً اللى احنا عايزينه، لا عايزين فلوس ولا أى حاجة غير القصاص وبس.
وتكمل: فوجئنا بعد ذلك بأنه لم يحقق أى شىء مما وعدنا به حتى عقب إصدار الإعلان الدستورى الجديد الذى وعد فيه بإعادة المحاكمات، توجهنا إلى النائب العام الجديد بالقاهرة فوجدناه يقول لنا: ما فيش حاجة اسمها إعادة محاكمات بدون أدلة، هاتولى أدلة جديدة وانا افتح القضايا من تانى، ده غير البراءات الجديدة اللى حصل عليها الضباط المتهمين فى أحداث الدرب الأحمر والتى حصل عليها المتهم بقتل سيد بلال وقاتلو خالد سعيد.
وانتقدت أم الشهيد مثل هذا الحديث قائلة: واحنا نجيب أدلة جديدة منين، دى أصلاً مش شغلتنا، وبعدين احنا قدمنا فيديوهات وسيديهات وأكثر من 22 بلاغاً للنائب العام السابق، نعمل إيه أكثر من كده؟
وتابعت: بعد أن قرأنا الدستور الجديد وجدناه لا يستحق تضحيات الشهداء ولا يصلح لمصر بأكملها، وأكثر مواد وجعتنى المواد التى تعطى الرئيس والحكومة حق تغيير العلم والنشيد الوطنى للبلد، حسيت انهم عايزين يطمسوا هوية البلد ويدمروها، فبدأ ابنى الثانى عبده ينضم لمتظاهرى القائد إبراهيم، وبدأ زوجى يجلس أمام ورشته التى يصلح فيها المواتير والأجهزة الكهربائية عشان يقنع الناس انهم يقولوا لا ويفهمهم البلاوى اللى فى الدستور.
وواصلت: أمس الأول وجدنا اثنين من المقاولين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين والمسئولين عن إدارة حزب الجماعة وأنشطتها ببحرى، والمشهورين بالمنطقة وهما «الحسن والحسين»، يحضران إلى ورشة أبومحمد ويتحدثون إليه بلهجة تهديدية ويقولون له: مش حتبطل اللى انت بتعمله ده ومش حتلم ابنك التانى من عند القائد إبراهيم؟ على العموم انت حر، بس لو جراله حاجة ولّا اتصاب ما تبقاش تيجى تعيط.
واستطردت: شعر أبومحمد بحالة من الغضب وصاح فيهم: وانتم مالكم وعلى الله حد ييجى جنب ابنى، مش حارحمه، وحدثت مشادة بينهم، فحضر الأهالى وخلصوا بينهم. وفى اليوم الثانى مباشرة حضر نفس الشخصين إلى الورشة ومعهم ما يقرب من 40 بلطجياً يحملون السيوف والأسلحة البيضاء وقاموا بالاعتداء على الورشة وتكسيرها وتكسير أجهزة الناس اللى المفروض جايبينها تتصلح عندنا، وألقوا بصور ابنى الشهيد على الأرض وكسروها، وحاولوا الاعتداء على أبومحمد بس هو هرب وطلع على السندرة، فخليت ابنى الصغير محمود، تانية اعدادى، يجرى على قسم شرطة الجمرك وبلغ الشرطة فحضرت وألقت القبض على الحسن ومن معه من بلطجية.
وأوضحت أم الشهيد أن الإخوان حاولوا أن يجعلوا هذه القضية مشاجرة عادية، إلا أن زوجها أبى وقال لمأمور القسم: القضية سياسية، أنا أبو شهيد والناس دى جات تعتدى عليا عشان أنا رافض سياسة جماعتهم وباحرّض المواطنين ضد الدستور، مشيرة إلى أنه أصر على إثبات هذه الأقوال فى المحضر وتم إجبار المقاول الإخوانى على التوقيع على إقرار بعدم التعرض لهم مرة أخرى.
واعتبرت أم الشهيد أن هذا الإقرار ليس كافياً قائلة: إحنا عايزين حد يحمينا لأننا ما بقناش حاسين بالأمان، والناس دى ممكن تتهجم علينا تانى ومش حيمنعها لا قانون ولا إقرار، دول خلاص استولوا على البلد.