«القراءة للجميع» على طريقة «عبدالعليم»: من الفجر للضهرية
على غرار مشروع سوزان مبارك «القراءة للجميع»، قرر عبدالمنعم كامل أن يتبنى الفكرة مرة أخرى، ولكن بشكل مختلف من خلال إحضار عدد من الجرائد وفرشها أمام كوبرى الملك الصالح وكتابة شعار على لوحة يحث فيها الشباب على القراءة.
لم يتكلف الأمر مع «عبدالعليم» أكثر من أربعة جنيهات ثمن شراء الجرائد ولوحة صغيرة كتب عليها ليشجع الشباب على القراءة، مع تقديم كوب شاى «لزوم المتعة».
كان محروما من القراءة منذ طفولته، وكان ينظر إلى من حوله ممن يجيد القراءة والكتابة بحسرة، فكان أمله منذ الصغر أن يتمكن من قراءة الصحف ومعرفة كل ما يدور حوله من أحداث، لكن كثرة المشاكل فى حياته وهمومه دفعته إلى ترك المدرسة فى سن الثامنة.
مرت به الحياة بين شد وجذب، لكن ظل أمله فى تعلم القراءة معلقا أمام عينيه، فأصر على تعليم أولاده وتعويدهم على القراءة، فكان أمله أن يعوض ما فاته فى أولاده، لكن القدر لم يمنحه تلك الآمال وأصيب باختبار كبير من الله إذ فقد أبناءه الثلاثة فى حادث واحد، هذا الحادث غير حياته تماما، وزاده حبا وتعلقا بالله.
قرر «عبدالعليم» ألا يستسلم للحزن من الابتلاء الذى أصابه وأن يصبر ويصابر وأن تكون سلواه من فقدان أولاده هو الاعتكاف أمام النيل عند كوبرى الملك الصالح. لم يكتف «عبدالعليم» بالاعتكاف فى المسجد بل بدأ فى تحقيق حلم عمره فى تعلم القراءة، بدأ فى الذهاب إلى «الكتّاب» وتمكن بعد عام من تعلم القراءة والكتابة، وبدأ فى قراءة أول جريدة فى سن الـ61.
4 جنيهات هى التكلفة التى يدفعها «عبدالعليم» مقابل شراء أربعة جرائد يوميا وفرشها أمام الكوبرى معلقا لافتة كتب عليها: «أحلى قراية من بعد الفجر لغاية الضهرية.. المخ بيبقى مصحصح».