بالفيديو| "المهندس أحمد" بعد عودته لأهله: "أسرتي عرفتني من علامة في جسمي.. وعايز وظيفة"
أحمد في حضن والدته
24 عامًا من الغياب كانت كفيلة بتدفق فيضان المشاعر لأسرة الشاب أحمد، في أسيوط، غياب جعل الاحتفال كبيرًا والسعادة بلا حدود والفرحة غامرة بين الأسرة التي التأم شملها أخيرًا، الأم راحت تقبِّل يد ابنها الذي تاه منها في سن الثالثة من عمره، وأصبح شابًا يافعًا، وبهجة الأب الذي جاء منذ أيام من عمله في السعودية لرؤية ابنه المفقود.
"الأمل" كان هو القشَّة الوحيدة التي تعلَّقت بها الأسرة على مدى ربع قرن، غاب فيها صغيرهم، طرقوا فيها جميع الأبواب التي قد تقودهم إلى إثلاج صدورهم، إلا أنّ الفراق طال لـ24 عامًا، قضى الشاب مراحل الطفولة والمراهقة بعيدًا عن الأهل حتى وصل إليهم بعد نشر قصته في "الصفحة الرسمية للمفقودين" على "فيس بوك"، وتقرير "الوطن" في 5 فبراير الماضي.
"أحمد"، الذي وجدته أسرة في محطة مترو المطرية وربَّته لفتره ثم أرسلته إلى إحدى دور الرعاية وتكفلت بمصاريفه سيدة أعمال حتى تخرَّج في جامعة أكاديمية المستقبل من كلية نظم ومعلومات، وعمل بجانب دراسته، سافر إلى عائلته اليوم في مركز البداري بأسيوط، وكانت "الوطن" بصحبته لمشاركته الفرحة بعدما صاحبته في رحلة البحث عن أهله.
وكان أهل البلد والأقارب قد احتشدوا احتفالًا بـ"المهندس أحمد" واسمه الحقيقي حسب شهادة ميلاده "محمد عبد الله أحمد علي"، وفور وصوله إلى البلد اجتمعت السيارات و"التكاتك" حوله تعبيرا عن فرط السعادة، وامتطى "الشاب العائد" حصانا وأخذ أهالي البلد يسيرون به وسط زفة بلدي، في لحظة مؤثرة ببكاء "أحمد" من الفرحة، وذبح الأهالي عجلا للاحتفال بهذا الحدث السعيد.
وقال والده "عبد الله"، في تصريح لـ"الوطن": "إن ابني تغيب منذ عام 1993، اختفى وهو طفل وإحنا مفقدناش الأمل في ربنا لحد ما رجع سالم غانم"، مضيفا أنهم تعرفوا على ابنهم عندما شاهدوا صوره على الصفحة الرسمية للمفقودين، وتواصلوا مع أحمد الجيزاوي، أدمن الصفحة.
وأوضح الأب أنهم قارنوا الصور التي معهم بالمنشورة على الإنترنت، وأدركوا أنه ابنهم، وخاصة أن بعض العلامات في جسده أكدت ذلك "هو نفسه مكانش يعرفها".
"قالي يا بابا واترمى في حضني على طول"، هكذا قال والده عن أول لقاء جمعه بينه وبين ابنه بعد أن عاد الأب إليه من السعودية قبل أن ينهي إجراءات عمله هناك ليأتي إلى أرض الوطن ويرى ابنه المفقود، وعبَّر عن سعادته بأنها لا تقدَّر.
ووجَّه الأب رسالة إلى السيدة التي تكفَّلت به طوال الـ24 عامًا التي عاش فيها بعيدا عنهم في إحدى دور الرعاية، قائلا: "أحب أقول للست اللي راعته بارك الله فيكي وتشكر على كل حال".
أما والدته التي ظلت ممسكة به وقبَّلت يديه من الفرحة، قالت: "كنت حاسة إنه حي وإني هوصله، وحسيت إنه ابني من قبل ما تظهر نتيجة التحليل، كان أملي كبير أوي في ربنا".
وقال الابن العائد إنه سبق وتواصلت معه العديد من الأسر اعتقادا أنه ابنهم من خلال الصفحة الرسمية للمفقودين، ولكن استطاع أخيرا أن يتواصل مع عائلته الحقيقية، قائلا: "هي الوحيدة أمي لما كلمتني اللي قالت كل حاجة صح سواء لبسي والصندل اللي كنت لابسه وعلامات في جسمي أنا مكنتش أعرفها وعيطت وكنت واثق إنها أمي".
وطلب "المهندس أحمد" من السادة المسؤولين بتسهيل أوراقه، وتغيير اسمه، كما يتمنى الحصول على عمل بشهادته، تجعله يكون سندا لأهله قائلا: "نفسي أقعد مع أهلي وأساعدهم وأكون سند ليهم مش عبء لأنهم أسرة متواضعة".