«كان بيرقص على أغنية مفيش صاحب بيتصاحب قلت له ابعد عن أختى.. ماردش.. ضربته بالسكينة فى قلبه»
«كان بيرقص على أغنية مفيش صاحب بيتصاحب قلت له ابعد عن أختى.. ماردش.. ضربته بالسكينة فى قلبه»
صورة تعبيرية
على مقعد خشبى فى شارع أحمد عصمت بمنطقة عين شمس يجلس شاب جامعى بجانب 3 من أصدقائه فى «مقهى بلدى»، يرقص على أغنية مهرجان «مفيش صاحب يتصاحب». وأثناء تمايل «عصمت محمد»، 19 سنة، على نغمات تلك الأغنية، حضر صديقه «عبدالرحمن أحمد»، 15 سنة، ووقف أمامه وصرخ فى وجهه بقوله: «ابعد عن أختى يا عصمت عشان ما اقتلكش»، وعندما رد عليه صديقه ساخراً منه: «اقعد على جنب يا ابنى انت لسه عيل صغير»، أخرج السكين من طيات ملابسه وانهال بها طعناً على جسد صديقه حتى سقط غارقاً فى دمائه أمام أصدقائه ورواد المقهى.
رواد المقهى أصيبوا بحالة من الذعر والهلع من آثار دماء الضحية التى سالت فى وسط الشارع، وتعالت الصرخات فى محاولة لإنقاذ الضحية: «يا جماعة، لو حد معاه عربية يساعدنا فى نقله إلى أقرب مستشفى، الراجل دمه بيتصفى على الرصيف، حد يطلب الشرطة تاخد الواد المتهم ده»، لحظات قليلة ويحضر أحد أصدقاء الضحية بسيارته الملاكى لمحاولة إسعافه ونقله إلى المستشفى، يتحدث الضحية بصعوبة بالغة: «خلاص يا جماعة أنا هموت دلوقتى»، يسرع أصدقاؤه فى حمل المجنى عليه إلى المقعد الخلفى للسيارة ويجلس أحدهم بجانبه محاولاً كتم دمائه بقميصه، ويهمس فى أذنيه بقوله: «يا عصمت هتبقى كويس إن شاء الله.. دقائق قليلة وهنروح المستشفى»، إلا أن المجنى عليه ساءت حالته الصحية بسبب نزيف دمائه المستمر ودخل فى غيبوبة تامة، دقائق قليلة ووقفت السيارة أمام مستشفى حلمية الزيتون العسكرى ونزل صديق الضحية ليطلب من أفراد الأمن السماح له بالدخول لإنقاذ حياة صديقه الفاقد للوعى، إلا أنها كانت مجرد دقائق عقب دخوله غرفة الرعاية المركزة حين خرج أحد الأطباء ليؤكد خبر وفاته قبل خضوعه لجراحة عاجلة.
15 دقيقة مرت على تلك الجريمة والقاتل يقف داخل المقهى فى انتظار وصول قوات الشرطة بعدما تحفّظ عليه صاحب المقهى والعاملون فيه وأبلغوا شرطة النجدة بالواقعة، فانتقل المقدم محمد السيسى، رئيس مباحث عين شمس، إلى مسرح الجريمة على رأس قوة من القسم وألقى القبض على المتهم وتم التحفظ على السكين المستخدم فى الجريمة واقتياد المتهم إلى ديوان القسم. وأمام رئيس المباحث اعترف المتهم بجريمته، فتحرر عن ذلك المحضر رقم 10280 لسنة 2015م إدارى القسم، وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى المستشار محمد عبدالشافى، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، حيث باشرت نيابة حوادث شرق القاهرة تحقيقاتها مع المتهم بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
«عبدالرحمن» قتل صديقه بـ8 طعنات انتقاماً منه لأنه أقام علاقة عاطفية مع شقيقته
«عرفت من الجيران إن صديقى عصمت بيخرج مع أختى بعد ما تخرج من مدرستها الثانوية، وكنت رايح أعاتبه وأطلب منه الابتعاد عن أختى، بس لقيته بيسخر منى قدام أصدقائه، فطلعت السكينة وضربته بيها»، بتلك الكلمات لخّص القاتل تفاصيل الحوار الذى دار بينه وبين المجنى عليه فى اعترافاته أمام فريق المباحث الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية، وأقر المتهم بأنه توجه إلى المقهى الذى يجلس عليه صديقه بعدما أخذ السكين من منزل أسرته، وأثناء حوارهما الذى لم يستغرق سوى 3 دقائق أمسك المتهم السكين وطعن صديقه 8 طعنات فى البطن والصدر واليدين ثم حاول الهروب، إلا أن صاحب المقهى والعاملين فيه تمكنوا من احتجازه حتى وصلت قوات الشرطة وتسلمت القاتل.
بدموع لم تتوقف خلال استجوابه أمام الفريق الأمنى الذى يشرف عليه اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واصل المتهم اعترافاته قائلاً: «كل ما أخرج إلى مدرستى الثانوية مع زملائى يبدأوا يضحكوا علىّ والموضوع ده كان بيخنقنى قوى، ولما اتخانقت معاهم لقيت واحد منهم قال لى روح شوف أختك بتخرج كل يوم مع واحد من جيرانكم بعد ما بتخرج من المدرسة، ولما رحت واجهت أختى أنكرت وعندما أخبرتها بأننى عرفت من الناس اللى شافوهم قالت ما فيش أى حاجة بينى وبينه بس مش عارفة أخلص من مضايقاته، لكنى ضربتها»، وتابع المتهم أن والده طلب منه عدم الاعتداء على شقيقته وطرده من المنزل، عندها قرر الانتقام من صديقه بحجة خيانته بسبب إقامة علاقة مع شقيقته.
أبدى القاتل ندمه على جريمته خلال تحقيقات المستشار محمد الجرف، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة معه، وقال إنه لم يخطط لتلك الجريمة لكنها حدثت بالمصادفة أثناء معاتبة صديقه الذى قابل تلك المعاتبة بسخرية، وإنه عرف بوجود صديقه على المقهى بعدما اتصل به وطلب مقابلته فى الحال لأمر هام، وعندما وصل إلى المقهى وجده يجلس مع 3 من أصدقائه فى الجامعة وهم يرقصون على أغنية «مفيش صاحب يتصاحب»، وعندما اقترب القاتل من صديقه طلب الأخير منه الجلوس لتناول أى مشروب لكنه رفض وصرخ فى وجهه: «أنا بقولك إبعد عن أختى عشان ما اقتلكش يا كلب»، ثم سدد له طعنات فارق على أثرها الضحية الحياة.
علمت بالعلاقة من زميل فى المدرسة.. قالى «روح شوف أختك بتعمل إيه».. ذهبت له على قهوة بلدى فى عين شمس لمعاتبته
«دخلت المطبخ قبل ما أنزل بحوالى نصف ساعة وأخذت السكينة ووضعتها فى جيب البنطلون عشان أستخدمها فى الدفاع عن نفسى، ماكنتش رايح أقتل صديقى عصمت، أنا كنت رايح أعاتبه، بس استفزازه لى جعلنى أفكر فى الانتقام منه، عشان كنت خايف أحسن يعمل حاجة فى أختى ويحط راسنا فى الوحل»، بهذه الكلمات أنهى المتهم اعترافه بتفاصيل الجريمة، قائلاً إن والده كان سبباً فى ارتكابه لتلك الجريمة بسبب عدم تعامله بحسم مع شقيقته ما جعلها تفعل كل ما تريده وإنها لا تعطى لأى فرد فى الأسرة اهتماماً.