«الوطن» تقضى ليلة دامية بساحة «بنغازى» فى ليبيا
«الوطن» تقضى ليلة دامية بساحة «بنغازى» فى ليبيا
آلاف المتظاهرين فى ليبيا فرقتهم قذائف الهاون
شهدت ساحة «الكيش» بمدينة بنغازى الليبية أحداثاً دامية خلال التظاهرة التى أقيمت بها أمس الأول لرفض التعديلات الأخيرة على المسودة الرابعة، بالإضافة إلى دعم الفريق خليفة حفتر، القائد العام لقوات الجيش الليبى، حيث تعرضت الساحة التى ضمت آلاف المتظاهرين الليبين لقصف بقذائف الهاون وقتلت 6 وجرحت 14 آخرين، فيما تفرقت المظاهرة بسرعة عقب إطلاق القذائف على التجمعات التى ضمت رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً، وتحولت التظاهرة إلى كر وفر فى كافة الاتجاهات بصورة فوضوية.
آلاف الليبيين يتظاهرون ضد تعديلات المسودة الرابعة.. و«داعش» يستهدف المتظاهرين بـ7 قذائف هاون ويقتل 6 ويصيب 14
وجاء ذلك بعد أن استعرضت طائرة تابعة للجيش الليبى من طراز «ميج 23» مهاراتها الجوية فى سماء بنغازى احتفالاً بأجواء التظاهرة، وأطلقت خلال استعراضها أحد صواريخها على الحى المقابل للساحة والذى يسيطر عليه تنظيمات «داعش»، ما دفع قوات التنظيم إلى الرد على التظاهرة بـ7 قذائف هاون، يرجح أن تكون من عيار 80 ملم، وسقطت أولى القذائف على إحدى السيارات التابعة لقوات تأمين التظاهرة، وتلتها بدقائق سقوط بقية القذائف باتجاه الحشود إلا أنها لم تصب مركز التظاهرة الذى كان يعج بالمتظاهرين وسقطت على أطرافها، ورصدت «الوطن» حالة الذعر التى انتابت المتظاهرين وهروبهم من الساحة ومعهم سيارات الجيب التابعة للجيش والشرطة والليبية.
ورفع المتظاهرون لافتات لتأييد الجيش الليبى ورفع حظر تسليحه، ورفع المتظاهرون لافتات مختلفة، منها: «الشعب يطالب الأمم المتحدة برفع حظر التسليح على الجيش الليبى»، و«لا للأزلام ولا للإخوان.. الجيش فى الميدان»، وأعرب عدد من المتظاهرين عن رفضهم القاطع لما جاء بهذه التعديلات، معلنين عن تمسكهم بالأحرف الأولى للمسودة الرابعة، يقول محمد فرج، 32 عاماً، ويعمل محاسباً بالنيابة العسكرية، أن النواب الليبيين فى بنغازى وبرقة، قدموا تنازلات فى المرة الأولى، حينما جلسوا مع مؤتمر وطنى منتهية صلاحيته للاتفاق على بنود المسودة، مشيراً إلى أنه يؤيد أن تكون الحكومة منفصلة عن الجيش الليبى وقائده وألا يكون للجيش أى علاقة بالحياة السياسية، معلناً دعمه للبرلمان المنتخب بكافة هيئاته دون أى تعديلات، ومؤيداً عملية «الكرامة» التى أطلقها «حفتر» لمواجهة الإرهاب ولتطهير ليبيا من المتطرفين، وتابع: «وقت ما ضرب الجيش المصرى الإرهابيين فى درنة، نحن فرحنا لأنهم كان عندهم حق وضربوا الإرهابيين المجرمين، ونتمنى أن يكون هناك دعم من الجيش المصرى لمواجهة الإرهاب».
وأضافت عواطف الشهيبى، إحدى المواطنات المشاركات فى المظاهرة، والتى وقفت فى الجزء الخاص بالسيدات تحت حراسة عدد من رجال الجيش والشرطة، أنها نزلت وشاركت فى المظاهرة لتعلن عن موقفها الرافض لقرارات المبعوث الأممى «ليون» بشأن التعديلات وبشأن تدخله فى ليبيا بدعوى الحوار بين طرفى الأزمة الليبية، لافتة إلى أن وجوده يمثل تدخلاً فى الشأن الليبى ووصاية عليه بعد التعديلات التى وضعها واختياراته فيما يخص الرئيس ونوابه.
وتقول نجاة العبيدى، 40 عاماً، موجهة بمديرية التعليم ببنغازى، إنها شاركت فى التظاهرة لتأييد الجيش الليبى، وقيام دولة المؤسسات، معربة عن أمنيتها فى أن تقدم مصر يد العون لليبيا لتخلصها من خطر الإرهاب الذى يحدق بمصر لكونه موجوداً بليبيا، مشيرة إلى أن التاريخ المصرى حافل بالمواقف الإيجابية تجاه الجانب الليبى، فيما رددت بعض النساء المتظاهرات هتافات لتأييد مصر ولطلب الدعم منها فى مواجهة الإرهاب: «تحيا مصر.. يحيا السيسى».
وتفقد العقيد يونس بوخمادة، قائد القوات الخاصة ببنغازى مستشفى «الجلاء» للاطمئنان على حالة المصابين ومواساة أهالى الضحايا وسط حراسات مشددة من قواته الخاصة التى أحاطت به ومنعت الاقتراب منه، ووصف «بوخمادة» لـ«الوطن» ما فعله تنظيم داعش من استهداف المدنيين الأبرياء، الذين نزلوا إلى الساحة للتعبير عن آرائهم بسلمية بـ«فعل مشين»، لاستهدافهم المدنيين.
وأضاف قائد القوات الخاصة: «بنغازى لديها رصيد كبير فى الصمود، صمدت فى 1911 عندما وقفت ضد الإيطاليين، لا نأمل فى مساعدتنا من جانب الغرب، بنغازى صمدت 22 عاماً ضد الإيطاليين وانتصرت فى النهاية، ونحن نشكر الشعب المصرى والحكومة المصرية، مشيراً إلى أنه لا يهتم بما تنتهى إليه المفاوضات وجلسات الحوار الوطنى، وأنه ليس لديه أى علاقة بالشأن السياسى، ولكن هدفه الوحيد هو مواجهة الإرهاب والدفاع عن المواطنين الليبيين ضد أى خطر يحدق بهم، قائلاً: «أنا راجل فى الميدان لا شأن لى بالمفاوضات والسياسة، فهذا شأن الشعب الليبى وأنا أدافع عنه فقط، أما هو فيعرف حقوقه ويطالب بها وأنا أقوم بحمايته».