«سِجال» ثم «نقاش» ثم «لفت نظر» ثم «تصعيد» ثم «تحذير» ثم «تهديد».. هذا تحديداً ما حدث مؤخراً بين مصر وإسرائيل بعد اجتياح إسرائيل لشرق رفح، الأسد المصرى يزأر فيرتعبون، مهابة «مصر» معروفة ومُقدرة، موقف مّتصاعد ومُحدد ومحسوب، الزخم المصرى فى القمة العربية فى البحرين يؤكد أن «مصر» موقفها المُعلن ثابت وتقف بكل قوتها ضد ما ترنو له إسرائيل من تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر، «مصر» تضع عينيها فى وسط رأسها وفى حالة يقظة تامة وتأخد كل مخططات إسرائيل بعين الاعتبار، فضحت «مصر» أهداف إسرائيل لدى كافة الأطراف الدولية وأبلغت «مصر» الولايات المتحدة الأمريكية بأن نهج إسرائيل فى رفح مرفوض وغير مسموح به، ومن المؤكد أنه غير مُبرر ويؤثر على صفو العلاقة بين البلدين، خاصة وهما احترما اتفاقية كامب ديفيد طيلة (٤٥) عاماً ماضية.
.. «مصر» كررت موقفها الرافض للمجازر الإسرائيلية ودخولها وقصفها شرق رفح، وطالبت المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته تجاه الأشقاء فى قطاع غزة، الحضور العربى فى القمة العربية بالبحرين سيجعل الموقف المصرى هو السائد والصائب، ومن الضرورى تبنيه والعمل على اتباعه، كلمات «مصر» حاسمة فى مواجهة إسرائيل، ولا يمكن أن تُنسق مع إسرائيل فى معبر رفح، ولا يمكن أن تتعاون مع إسرائيل فى هذا الشأن لأنه مرفوض، لن يأتى اليوم الذى تُتَهَم «مصر» بأنها نسقت مع إسرائيل فى معبر رفح، إسرائيل أغلقت المعبر من الجانب الفلسطينى وكانت قد قصفته مرات عديدة وحاولت التضييق على إدخال المساعدات من قبل والآن منعتها تماماً.
.. «مصر» وهى فى وسط أشقائها العرب فى البحرين تعلن عن ما حققته فى مواجهاتها ضد إسرائيل، وتقول: تواصلنا مع الجانب الفرنسى والبريطانى والأمريكى وطالبناهم بضرورة وقف القصف والمذابح اليومية، ونحن نطالب بإنقاذ غزة ومواطنيها الذين أصبحوا فى أشد الحاجة للمساعدات الإنسانية والطعام والدواء والوقود والاتصالات والكهرباء حتى لا تحدث مجاعة تُفضى فى نهاية المطاف إلى كارثة إنسانية، وطالبنا الجانب الأمريكى بممارسة الضغط على إسرائيل والعودة لطاولة المفاوضات، حتى تتم عملية تبادل الأسرى والمحتجزين والرهائن وتدخل المساعدات ويتم وقف دائم لإطلاق النار وتنفيذ هُدنة تامة وتهدئة مستدامة.
.. ما أكدته «مصر» فى البداية يقوله الآن كبار زعماء العالم وقادة المنظمات الدولية، ومنهم «أنطونيو جوتيرش» الأمين العام للأمم المتحدة، وجوزيب بوريل، ممثل السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبى، وفون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الوضع المأساوى فى غزة تراه «مصر» وتعمل على إيقافه، فقد طفح الكيل ولا يمكن قبول هذه الأوضاع لمدة أطول، «مصر» تواجه إسرائيل مواجهة مُعلنة، تحاول إسرائيل إتمام التهجير بأى طريقة لكن «مصر» تتصدى لها بكل الطرق، تحاول إسرائيل الهروب من مسئوليتها وتغلق المعبر لكن «مصر» ترفض ذلك وتطالبها بالخروج من رفح الفلسطينية نهائياً، تحاول إسرائيل توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، لكن «مصر» تبذل جهوداً جبارة من أجل التحذير من توسيع دائرة الصراع والتواصل مع كافة القوى الدولية، لتوضيح خطورة ذلك على أمن واستقرار المنطقة.. ورغم كل ذلك ما زالت «مصر» تتبنى ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية، وتطالب بدولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل الخامس من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.. كل هذه الجهود عرضتها «مصر» على أشقائها فى القمة العربية بالبحرين، لأنها تعتبر القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية الأولى.